علمت "زمان الوصل" من مصدر خاص أن انفجار مطار "الشعيرات" الذي حصل يوم الأحد الماضي (4/8/2019)، وراح ضحيته حوالي 30 ضابطا وعنصرا من (اللواء 50) في مطار "الشعيرات" لم يكن نتيجة نقل ذخيرة أو متفجرات منتهية الصلاحية، بل كان نتيجة انفجار سلاح جديد تم تزويد مطار "الشعيرات" به مؤخرا لاستخدامه في قصف إدلب وما حولها.
وكشف المصدر أن السلاح عبارة عن قنبلة جوية جديدة مصنعة في أحد مراكز البحوث العلمية التابعة للنظام التي تنتج قنابل الطائرات في "المزة" أو "مصياف".
وأكد حدوث الانفجارفي أحد (أفيولات) المطار أثناء درس بياني عملي من قبل أحد ضباط التسليح لعناصر التسليح في المطار على كيفية تهيئة وتجهيز وتحميل القنبلة الجديدة على طائرات "ميغ 23" أو "سوخوي 22"، ومن ثم كيفية تركيب الصمام عليها بعد تركيبها.
وتابع المصدر "أثناء الدرس انفجرت القنبلة لأسباب لم تعرفها لجان التحقيق بسبب مقتل جميع العناصر والضباط الذين كانوا حول القنبلة خلال الدرس، فضلا عن مقتل وجرح عدد من العناصر الفنية الأخرى الذين صادف وجودهم حول مكان الانفجار، وقد شكّلت لجنة فنية وأمنية للتحقيق بالحادث، ولكن مقتل جميع الضباط والعناصر الذين كانوا حول القنبلة كان بحد ذاته طمس أسباب انفجار القنبلة ولم تستطع اللجنة من خلال التحقيق مع بعض الجرحى الذين كانوا على مقربة من مكان الحادث".
لكن المصدر المقرب من قوات المطار رجح أن الضابط الذي كان يعطي الدرس قام بتبيان كيفية تركيب الصمام على القنبلة وبسبب خطأ ما أدى إلى انفجار القنبلة وقتل جميع من كانوا حولها.
واستعرض المصدر تجربتين سابقتين في تاريخ القنابل محلية الصنع، الأولى كانت في ربيع عام 1994 في مطار "السين" أثناء تحضير القنبلة السورية عيار 500 من أجل تجربتها على طائرة "mig-23bn" في "السرب 697"، حيث انفجرت أثناء تجربة تركيب الصمام عليها وقتل حينها جميع من كان قريبا من مكان الانفجاربمن فيهم ضابط برتبة رائد من المخابرات الجوية ومهندسون من البحوث العلمية وعدد من الضباط وصف الضباط في المطار، إضافة إلى تهشم ثلاث طائرات "mig-23bn" كانت قريبة من مكان الانفجار.
أما التجربة الثانية، حسب المصدر، وقعت يوم 8 أيار مايو/2015 أثناء درس بياني عملي على قنبلة جوية جديدة من صناعة البحوث العلمية في مطار "بلي" (اللواء 64) بحضور قائد اللواء "نديم جواد غانم" و4 مهندسين من البحوث العلمية وعدد كبير من ضباط وعناصر التسليح في اللواء، حيث انفجرت القنبلة وقتلت جميع من كان حولها بمن فيهم حينها قائد اللواء العميد "نديم جوادغانم" من "صافيتا" ومهندسو البحوث العلمية الذين كانوا يعطون الدرس بالإضافة إلى تدمير مروحيتين من طراز "mi-25" تدميرا كاملا، واعتبر الحادث حينها أحد أكبر الكوارث الجوية الأرضية في تاريخ القوى الجوية.
وتعتبر حادثة مطار "الشعيرات هي الحادثة الثالثة من نوعها، حيث يعتبر خبراء مختصون في هذا المجال أن سبب الحادث هو تخلف البحوث العلمية التابعة للنظام بصناعة صمامات القنابل الجوية التي تعتبر المفجر الرئيسي للقنابل الجوية.
وأوضح المصدر أن الصمامات التي يتم تصنيعا محليا في مراكز البحوث العلمية جميعها من النوع الطرقي، وهي ذات حساسية عالية، وبالتالي أي خطأ أثناء تركيب الصمام قد يؤدي إلى انفجار الصمام، وبالتالي انفجار القنبلة، مشيرا إلى أن عدم مقتل شخصيات قيادية سواء من قيادة "الفرقة 22" أو "اللواء 50" في مطار "الشعيرات" يدل بوضوح إلى خطر تواجدهم في الدرس البياني العملي على هذه القنبلة الجديدة وخوفهم من تكرار سيناريو ما حصل مطار "بلي" عام 2015، عندما قتل قائد "اللواء 64" والمهندسون، وجميع عناصر التسليح حينها، وبالفعل اقتصر حادث مطار "الشعيرات" على مقتل هذا العدد من ضباط وعناصر التسليح.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية