تصدت فصائل المقاومة السورية أمس الثلاثاء، لثلاث محاولات تقدم قامت بها قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها على جبهة الساحل موقعة عددا كبيرا من القتلى والجرحى.
وأعلنت المراصد التابعة للمقاومة مقتل مجموعتين كاملتين من قوات النخبة التابعة لجيش الأسد خلال الاشتباكات، كما وقعت مجموعة كاملة تابعة للفرقة الربعة بين قتيل وجريح بعد إصابتهم بقذيفة "هاون" بشكل مباشر.
وجاءت محاولات التقدم هذه تحت تغطية جوية هائلة من قبل الطائرات الروسية، شاركت فيها أحدث الطائرات العسكرية وأقواها مثل "سوخوي 35 وميغ 29"، منطلقة من قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية.
وأكدت المراصد أن "الكبانة" تعرضت خلال يوم أمس لأكثر من 100 غارة جوية، وقصف بأكثر من 200 صاروخ جو أرض ومئات القنابل الفراغية شديدة الانفجار والبراميل المتفجرة.
وكانت جبهة الساحل وخاصة محور "الكبانة والسرمانية" قد تعرضت خلال الأيام الثلاثة الماضية لعدة محاولات اقتحام هي الأعنف منذ عام 2016 وباءت جميعها بالفشل.
وبحسب المعلومات الواردة من المصادر الميدانية فإن محور "الكبانة" تعرض لقصف غير مسبوق من قبل المدفعية وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون وصواريخ "غراد" و"كاتيوشا"، بالإضافة إلى قصفها بواسطة الصواريخ البالستية ذات القدرة التدميرية الهائلة التي تم إطلاقها من البارجات الروسية في شرق البحر المتوسط وذلك تمهيدا لاقتحامها الذي باء بالفشل.
وكانت الصفحات الإخبارية الموالية في اللاذقية وطرطوس أعلنت أن الحصيلة الأولى لقتلى جيش الأسد خلال يومي الأحد والاثنين قد بلغت 32 قتيلا.
فيما أكدت معلومات المراصد أن عدد القتلى أكبر بكثير، ما أوردته الصفحات الموالية للنظام، مشددة على مقتل أربعة من الضباط الروس خلال المعارك التي استمرت حتى مساء الأمس الثلاثاء.
وفي حديث مع أحد المقاتلين المدافعين عن تخوم "الكبانة" أشار إلى أن مجموعة من الحرس الجمهوري يقودها ضابط روسي تمت محاصرتها في بقعة جغرافية صغيرة جنوب تلة "الكبانة"، حيث “حاول المحتل الروسي مع قوات النظام فك حصارها بتكثيف الرمايات والقصف الجوي، غير أن المجموعة صفّيت تماما على أيدي مقاتلي المقاومة” مرجحا تجاوز عددها 70 مقاتلا.
القوات التي سبق للنظام استقدامها مثل "صقور الصحراء، وكتيبة الجبل، والدفاع الوطني، والقوى البحرية"، وبعدها مرتزقة حزب الله والفرقة الرابعة كلها فشلت في اقتحام "الكبانة"، وتكبدت خسائر كبيرة أرغمته على استقدام قوات أكثر تدريبا وخبرة، غير أن ثوار البلدة يقاتلون بشراسة واستبسال، ويؤكدون أن مصير قوات الحرس الجمهوري سيكون كسابقاتها.
وأكد قائد ميداني في جبهة الساحل لـ"زمان الوصل" أن معنويات المدافعين عن جبهة الساحل عامة وخاصة على محور "الكبانة" مرتفعة جدا، وهم مصممون على عدم التراجع ولو لمتر واحد.
وأضاف أن نظام الأسد مصرٌ ومنذ أكثر من عامين على احتلال قرية "الكبانة" والجبال المحيطة بها، لأنها تعتبر أهم موقع استراتيجي في المناطق المحررة، وهي تشرف على سهل الغاب وتتحكم ناريا بمناطق واسعة تصل حتى جبل الزاوية شرقا، ويعتبرها نظام الأسد النقطة الأشد خطورة عليه وعلى حاضنته الشعبية، وهي المنطقة التي يمكن لفصائل المقاومة أن تنطلق منها للتوغل في جبال الساحل وتحرير المنطقة الساحلية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية