أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد قتل زوجته وأطفاله الثلاثة.. "مصطفى الحمد" ينضم لحملة الأمعاء الخاوية

الحمد

فقد زوجته وأطفاله الثلاثة عام 2016 جراء قصف لنظام الأسد تسبب بتدمير منزله في مدينة "عندان" بريف حلب، كما أصيب هو وطفلته المتبقية على قيد الحياة بجروح بالغة.

ورغم كل هذه المآسي والنكبات التي عاشها "مصطفى الحمد" أعلن انضمامه لحملة الأمعاء الخاوية، الذي قال إنه "تريث كثيرا لحرصه على رعاية ابنته الوحيدة المتبقية على قيد الحياة، والتي أصرت عليه الانضمام".

"أبو محمد - مصطفى الحمد" والد لطفلة مازالت على قيد الحياة، وتتعافى بالتدريج من إصابتها بكسر في حوضها وحروق كثيرة في جسدها، ومع ذلك فهي شعلة من النشاط والحيوية والذكاء، "قمر"، ذات الـ14 ربيعا، تعيش حياتها مع والدها في مدينة "غازي عنتاب" التركية، في دكان صغير بطول 6 متر وعرض 3 متر، يتخذان منه متجرا للألبسة المستعملة ومسكنا بنفس الوقت.

وينغص حياة "قمر" أمور عديدة هي ذكرياتها المؤلمة والصور التي تخزنها ذاكرتها لإخوتها وأمها الذين انتُشلت أشلاؤهم من تحت أنقاض منزلهما المهدم، وسوء المكان الذي يعيشون فيه، وهمّ تأمين بدل إيجار كوخهما مع مطلع كل شهر، بالإضافة إلى أخبار القتل الذي تمارسه الطائرات الروسية والسورية وقوات الأسد التي يتابعانها بشكل دائم ويتفاعلان معها.

لم تخفِ الطفلة "قمر" معاناتهم في المسكن البارد شتاء والحار صيفا، فهو عبارة عن غرفة أرضية ملحقة ببناء مسقوفة بألواح "التوتياء"، ومع ذلك تراهما رغم المنغّصات يحاولان تقديم خدمة للسوريين الفقراء من خلال عملهما في تجارة الألبسة المستعملة.

جلس "أبو محمد" على أريكة مهترئة وضعها أحد الأتراك من الجيران في المكان، وقال لـ"زمان الوصل" إنه انضم لحملة الأمعاء الخاوية، كي يتم تسليط الضوء على ما يعانيه أطفال سوريا من قتل وتهجير وتدمير منازل، وانتصارا للثورة السورية على نظام الأسد المجرم، ولإعادة ألق الثورة لأنها ثورة حقوق مغتصبة من قبل نظام مجرم قاتل.

وعبر عن أمله في أن تساهم هذه الحملة في حماية ولو طفل سوري واحد أو إنقاذ عائلة من الفناء أو حماية قرية من التهجير، مضيفا أنه يعتبر أطفال سوريا بمثابة أطفاله بعد أن "فقدت ثلاثة نتيجة القصف من طائرات نظام الأسد، وفقدت معهم زوجتي، كما تعرضت ابنتي الوحيدة الباقية على قيد الحياة للإصابة، وأصُبت أنا أيضا بجروح عديدة ومازال في جسدي عشرات الشظايا الصغيرة التي يلفظها جلدي تباعا، بالإضافة إلى عيني اليسرى التي فقدتها". وقال: "أنا أشتري الألبسة التي يقوم بجمعها بعض العمال السوريين من الشوارع، وأعمل على تنظيفها مع وابنتي، وأبيعها بأرخص الأثمان، وأقدم كثيرا منها لمن لا يستطيع الدفع دون مقابل، وأحاول أن أغطي تكاليف سكني وطعامي، ولا أبغي الربح أو تكوين ثروة، وإنما أجعل عملي هدية مني إلى أرواح أبنائي وزوجتي وشهداء الثورة".

الطفلة "قمر الحمد" قالت: "كنت حزينة لأن والدي لم ينضم إلى حملة الأمعاء الخاوية منذ اليوم الأول، فنحن أكبر الخاسرين، إخوتي الثلاثة وأمي وصحة والدي وجسدي المصاب بالإضافة إلى أملاكنا ومنزلنا، ولم يعد لدينا ما نخسره".

وأضافت أنا سعيدة الآن لأن والدي انضم إلى الحملة، وهو الآن في يومه السابع، وسأحاول أن أنضم أنا إليها عند وصول والدي إلى مرحلة الضعف، ولكن بعض أصدقاء والدي منعوني وأخبروني أن انضمامي إلى الحملة قد يسبب عقوبة لوالدي لأنني ما زلت أُعتبر بنظر القانون قاصرا.

زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي