أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شيكاغو أو ثقب أسود اسمه السويداء.. خطف وفدية بعشرات الملايين

السويداء - أرشيف

يصف أهالي مدينة السويداء ما وصلت إليه مدينتهم بالكارثة، وهي التي لم تدخل الحرب شوارعها إلا من تلك الأبواب التي فتحها نظام الأسد لتنظيم "الدولة" وسواه، وأذرعه الأمنية التي قامت بالتفجيرات الرهيبة، وما عدا ذلك تعتبر السويداء من المدن السورية الآمنة وفق تصنيفات الأمان التي يتحدث عنها النظام وأتباعه.

الأمر المريع في واقع السويداء هو عمليات القتل والخطف سواء لأهالي المدينة أنفسهم أو ضد أولئك العابرين أو القادمين إليها وهؤلاء يشكلون الغالبية التي تتعرض للخطف والقتل.

وقد تخصصت عصابات محمية من دوائر الأمن العسكري والجيش التابعين للنظام لتفتك بالمعارضين ولكي تمارس هوايتها في الخطف وطلب الفدية، والاستفادة من تلك الجرائم في إذكاء نار الفتنة بين المدينة وبقية المدن السورية وخصوصاً تلك القريبة كدرعا والقنيطرة وريف دمشق التي كان لها النصيب الأكبر من عمليات الخطف في الأسبوعين الأخيرين.

وفي هذا الشأن أحصت جريدة "صاحبة الجلالة" في تحقيق لها عدد حالات الخطف في المدينة وريفها لتصبح 15 حالة مع الأرقام المهولة من الملايين كفدية لإطلاق سراح المعتقلين لدى تلك العصابات.

الجريدة الموالية أشارت إلى حادثتي إطلاق نار من قبل مجهولين على أفراد عصابات تتخذ من طريق دمشق السويداء الشمالي مركزاً لعمليات الخطف، وفي الحادثة الثانية تم نقل زعيم العصابة وبعض عناصره الجرحى إلى أحد المشافي بهويات مزورة: (وسط حراسة مشددة من مجموعات مسلحة خارجة عن كل الأعراف والقوانين).

يصف أحد المواطنين ما يحدث في مدنيته السويداء: (نحن نعيش كما أفلام هوليوود وسط شيكاغو حيث يملك الجميع السلاح ويمارس هواية الخطف والتشليح).

ووفق الصحيفة فقد شنت هذه العصابات هجمات واسعة على الأماكن المعروفة التي يمر منها زائرو المدينة، واضافت: (تم خطف 15 شخصاً منهم يافعين في أوقات متفرقة، وبدأوا التفاوض مع أهاليهم على المال مقابل الإفراج عنهم). هذه العصابات باتت لا تخشى شيئاً، وتعلن جهاراً نهاراً عن أرقام فديتها في رسائل ترسلها لذوي المخطوف ومنهم وفق الجريدة المحامي "فيصل حجازي" من أهل "التل" في ريف دمشق، حيث اعتبرت عملية الخطف: (فضيحة كبيرة للعصابة التي بعثت برسائلها أن لا شيء يمكن أن يردعها، وطالبوا بثلاثين مليون ليرة لفك أسره، فيما ناشدت عائلته أيضاً بنداء إنساني لإعادته).

ونشرت الجريدة أسماء المختطفين في الفترة الأخيرة وهم في أغلبهم من محافظات دمشق وريفها ودرعا، وتم طلب أرقام كبيرة من ذويهم وصلت إلى 13 مليون ليرة سورية لأحد المختطفين من درعا واسمه (خلدون السلامة ـ درعا تحرر مقابل 13 مليون).

أهالي السويداء لم يتركوا همهم في قلوبهم بل أفرغوه في وجه النظام وأعوانه وما يسمى (الدولة): (شئ طبيعي..يعني الدولة بالاسم مسيطره عالمحافظة. الهم سبع سنين وماحدا عم يمنعهم.. فما بعرف ليش عنا اقسام شرطة وأمن بالسويدا.. مالهم داعي.. عم ياخذو رواتب عالفاضي).

بينما علق أحدهم مبيناً معرفة أمن النظام بالمسؤولين عن هذه الجرائم: (وين المسؤولين؟ أصلا ببعرفوهن بالاسم واحد واحد).

البعض تناول الأمر بسخرية مرة في أن هذا ما يريدونه في دفع الشباب إلى الهجرة: (سأضيف هذا المنشور إلى هجرتي إلى كندا على أمل أن ينظر إلي القنصل بعين الشفقة وكيف أنني عشت ٢٤ عاماً مع هذه الكائنات).

أما حول ما يمارس من تضليل من قبل إعلام النظام في تصوير السويداء كمدينة آمنة: (وبيحطولك ع تلفزيون انو السويداء يالطيف مدينه السلام ومابعرف شو..يلي ميصير بالسويداء من فلتان أمني عجزت عنو اي مدينه صار فيها ازمه).

وباتت السويداء تشكل هاجساً عند من يقررون زيارة المدينة: (يعني اذا واحد قرر ينتحر بيمرق من السويداء).

أحد سكان مدينة "سرغايا" عما حصل مع مجموعة من شباب بلدته: (منذ مدة خطف عدة اشخاص من قريتنا سرغايا اثناء ذهابهم لرؤية أبنائهم المجندين ولم يتركو إلا بفدية بالملايين).

ناصر علي - زمان الوصل
(133)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي