فارقت الطفلة "روان العبد الله" ذات السنوات الثلاث الحياة عصر الجمعة في أحد مستشفيات إدلب لتلتحق بوالدتها وشقيقتها ريهام 5 سنوات، فيما لا تزال شقيقاتها الأربع الأخريات قيد العلاج، وكان ناشطون قد تداولوا صورة صادمة لطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات وهي تمسك أختها المتدلية من قميصها فوق أنقاض مبنى مكون من خمس طوابق تم استهدافه من قبل الطيران الروسي ظهر الأربعاء الماضي لتسقطا إلى الأرض وتفارقا الحياة فيما بعد بفارق ساعات قليلة.
الناشط والصحفي "أنس تريسي" الذي كان من أول الواصلين إلى مكان المبنى المهدم، اعتاد -كما يقول لـ"زمان الوصل"- على متابعة المراصد التي تبلغ عن قدوم طيران إلى أريحا وإمكانية تنفيذه لغارات، وكان يهرع مع عدد من زملائه الصحفيين والمصورين إلى مكان أي ضربة برفقة طواقم الدفاع المدني وعناصر الإنقاذ وأحياناً يصلون قبلهم.

"التريسي" قال إن الطيران الحربي استهدف صبيحة 24 تموز 2019 الأحياء والبيوت القديمة في المدينة وأسفر الاستهداف عن مقتل امرأة وطفل، وبعدها اطمأن الأهالي بأن الطائرات لن تقصف المنطقة ثانية، ولكنها عادت من جديد ظهراً وبدأت بإطلاق صواريخ واستهدفت بأربع غارات المباني السكنية في جبل الأربعين ومدينة أريحا الملاصقين لبعض أحد الصواريخ–كما يقول المصدر- استهدف مبنىً سكنياً في حي النبع على طريق جبل الأربعين مؤلفاً من أربعة طوابق أحدها كانت تسكنه عائلة "أمجد العبد الله" وزوجته "أسماء ناقوح" وبناته.
وكشف تريسي أن الشقيقات كن موجودات مع أمهن داخل شقتهن ولم يكن الأب موجوداً حينها. مضيفا أن الطفلتين "ريهام " و"روان" كانتا لحظة القصف في زاوية الغرفة التي تهدمت وخرجتا من تحت الركام وأصبحتا على طرف البناية، وعندها دخل أحد الجيران من شرفة منزله المهدمة وحاول أن ينقذ الطفلتين الموجودتين ولكنه لم يتمكن من فعل شيء لأن المبنى كان يوشك على الإنهيار.
في هذه الاثناء لم يكن الدفاع المدني أو طواقم الإسعاف قد وصلوا بعد إلى المبنى المهدم وكان أول الواصلين-بحسب تريسي- الناشط "بشار الشيخ" مراسل ومصور موقع sy 24 وصور المبنى المهدم ولم يرَ الطفلتين في البداية بسبب الأنقاض وكثافة الغبار، ولكنه شاهدهما فيما بعد حيث بدت رهام وهي تمسك شقيقتها الصغرى روان من كنزتها ولكنها لم تستطع تحمل ثقلها فسقطت معها إلى أسفل المبنى، وأشار المصدر إلى أن "روان" أسعفت إلى مستشفى "أريحا" بداية ثم تم نقلها الى أحد مستشفيات إدلب لأنها كانت تعاني من نزيف داخلي، وهناك –كما يقول- تم إجراء عملية فتح بطن حيث كانت تعاني من نزيف في أحشائها الداخلية في البنكرياس والمعدة –بحسب الأطباء- كما كان لديها نزيف في الدماغ وكسور في الجمجمة والأطراف نتيجة سقوطها من أربع طوابق على الأرض، كما أصيبت "رهام" بنزيف في الجمجمة ونزيف داخلي في الأحشاء، فيما لاتزال شقيقاتهما "أمينة" و"ريماس"و "دالية" و"تقى" يتلقين العلاج وحالات بعضهن حرجة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية