رفضت والدة الشهيد عبد الباسط الساروت مبلغ 40 ألف دولار، قُدمت لها من قبل "فريق ملهم التطوعي" كحصيلة حملة أطلقها لدعم عائلة منشد الثورة الذي قضى قبل شهرين في معركة مع جيش النظام على جبهات حماة...
وروى مدير فريق ملهم "عاطف نعنوع" على صفحته الشخصية في "فيسبوك" أن والدة الساروت قالت له ولمن معه "يا ابني انا مبسوطة وفخورة انو ولادي شهداء و انو ما طلع كلام سيء على حدا منهم ولا حدا منهم طلع ما منيح، الحمد لله على كل حال"، وأضافت بحسب المصدر أن "عبد الباسط وإخوته عندما خرجوا في الثورة لم يخرجوا من أجل صيت أو سمعة أو مال، وإنما خرجوا لوجه الله واستشهدوا في سبيله، وأضافت-بحسب نعنوع أن عبد الباسط "لم يدخل خلال حياته ليرة من الثورة إلى هذا البيت، حتى أُدخل أنا من بعد ما استشهد".
وتمنت "خنساء حمص" التي فقدت زوجها و6 من أبنائها أن يتفق المبلغ لتزويج رفاق عبد الباسط في المنطقة التي استشهد فيها، وتابعت بنبرة مؤثرة:"لبستي لابستها.. ولقمتي ماكلتها ما بدي شي غير إني إرجع على حمص، وأنا هيك رح كون رضيانة ومبسوطة إذا بتحققولي طلبي".
وبدوره روى الموثق والناشط الإعلامي تامر تركماني لـ"زمان الوصل" أنه كان موجوداً مع عائلة الشهيد أثناء حضور فريق ملهم التطوعي بحكم سكنه بجانبهم، وأضاف أن مدير الفريق مهد للحديث بمقدمة أشار فيها إلى مكانة الساروت بقلوب السوريين الأحرار، ونوّه إلى أن فريق ملهم نظم حملة لمساعدة عائلته وتمكينها من شراء منزل أو أي شيء يحتاجونه، ولكن الأم الصابرة رفضت استلام المبلغ وطلبت منهم طلباً واحداً وهي تبكي "بدي ارجع على حمص ولو عيش بخيمة"..

وعندما ألح الفريق عليها بقبول المبلغ قالت -كما نقل تركماني- خلي رفاق عبد الباسط اللي كانوا معه بمنطقته يتجوزو ويفرحو، لأن حارس الثورة –بحسب تركماني – كان ينوي الزواج في رمضان الماضي بعد ثمان سنوات من الثورة ولم تتحقق أمنيته ولذلك اعتبرت أم وليد نفسها قصرت مع آخر أبنائها من الشهداء وأحبت أن تتبرع بالمبلغ دون أن تستلمه لتزوج فيه رفاق الساروت.
وأثنى تامر على حملة فريق ملهم التطوعي لمساعدة عائلة الساروت مشيراً إلى أن أياً من المنظمات أو المؤسسات الثورية لم تقدم أي مساعدة لهم أو مبادرة ولو بالكلام رغم أن العائلة فقدت سبعة من أفرادها في الثورة
ولفت المصدر إلى أن أوضاع عائلة الشهيد الساروت عادية جداً وأقل من عادية وهناك –كما يقول- شخص يمنحهم مصروفاً شهرياً من ماله الشخصي وليس من مال الثورة.
وكان قائد جيش العزة الرائد "جميل الصالح" قد زار والدة الساروت بعد مراسم دفنه وقال بحسب ما نقل العقيد "مصطفى بكور" حينها "جئنا لنعزيها فبادرت لتعزيتنا ولنبارك لها بارتقاء ولدها فباركت لنا بشهيدنا"، وتابع مخاطباً أم الشهيد :"كم أنت كبيرة يا أم وليد يا طوداً حمل ما لا تحمله الجبال، فقدت الزوج والأخوة والأبناء شهداء على طريق الحرية والكرامة ولم تلين لها قناة ولم تنحني لها هامة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية