ترغم دائرة الأجانب المعروفة باسم "Ausländerbehörde" في بعض المقاطعات الألمانية القادمين الجدد من اللاجئين السوريين ممن يرغبون بلمّ شمل ذويهم على مراجعة سفارة النظام للحصول على جوازات سفر أو تجديدها، علماً أن من أتى لطلب الحماية المؤقتة هم أساساً طالبو لجوء، ولكن السلطات الألمانية أعطتهم حماية مؤقتة.
واعتبر محامون وناشطون حقوقيون هذه الخطوة مخالفة لمبادئ حقوق الإنسان، وتساهم بتمويل الإجرام والإرهاب والمجرمين ومن أموال الضحايا، علاوة على أن الجوازات التي تصدرها سفارة النظام تكلف اللاجئ مبالغ طائلة لا يستطيع هؤلاء اللاجئين تحملها، وهي تصبّ في مصلحة النظام، وتوفر دعماً مادياً لجرائم الحرب التي يرتكبها بحق السوريين.
"مظهر المخللاتي" صحفي ولاجئ سوري، من مدينة دمشق قدم إلى ألمانيا نهاية العام 2015 عن طريق البحر مع زوجته وابنه روى لـ"زمان الوصل" أنه تقدم بعد لجوئه بطلب لجوء في مكتب الأجانب بـ"كاسل" في ولاية "هسن" وسط ألمانيا فتم منحه حماية مؤقتة، وعندها قام بالطعن بالقرار ورفع دعوى على الموظف الذي منح الحماية المؤقتة وكسب القضية عن طريق المحامية "نهلة عثمان" ليحصل على اللجوء الكامل.
وأردف محدثنا أن والدته جاءت إلى ألمانيا بعده عن طريق لمّ الشمل فتم منحها حماية مؤقتة، مضيفا أنه طعن بالقرار ثانية ولكن الطعن لم يُقبل، وعند ذهابه للحصول على الإقامة لها طلبت الموظفة منهم بأن يذهبوا إلى السفارة السورية فقال لها -كما يقول- إن الأمر مستحيل فهو معتقل سابق وضد فكرة الذهاب إلى سفارة النظام.
وكشف "المخللاتي" أن الموظفة قالت له ببرودة أعصاب إن "نظام الأسد يريدك أنت ولا يريد والدتك"، وحينها قال لها إن "الأسد مجرم وينتقم من كل أفراد العائلة وليس من شخص واحد فقط".
وتابع المصدر أنه قال للموظفة: "أنا ليس لدي جواز سفر من بلدي ولست مستعداً للذهاب إلى سفارة النظام في برلين من أجل إخراج هذا الجواز الذي يكلف 800 يورو، وهي تذهب لبشار الأسد ليقتل أهلنا في الداخل السوري ويقصفهم"، والأمر الآخر –كما قال- أن هذه السفارة ليست للشعب السوري بل هي سفارة النظام القاتل ولذلك لن نستخرج جوازات سفر سورية ولن نساهم بدعم هذا النظام وسندعوا اللاجئين الذين هجرهم إلى رفض هذا الأمر.
وكشف "مخللاتي" أن الموظفة المذكورة طبعت له ورقة وطلبت منه أن يقرأها ويوقع عليها وبعد أن قرأها رفض التوقيع عليها قائلاً لها إن التوقيع هو بمثابة اعتراف بهذا القانون، مما أجبر الموظفة -حسب قوله- على كتابة عبارة تفيد بأن اللاجئين يرفضون الذهاب إلى سفارة النظام ودفع الأموال لها لأنها ليست سفارتهم.
اللاجئ الشاب لفت إلى أن قنصلية النظام في برلين تحصل على موارد ودعم هائل من وراء تجديد أو إصدار جوازات جديدة، فإذا كان هناك 200 ألف سوري لديه حماية مؤقتة في ألمانيا وعليهم تجديد جوازاتهم حسب طلب دائرة الأجانب كل سنتين، فهذا يعني أن مبلغ 80 مليون يورو تذهب للنظام كل سنتين من ألمانيا وحدها على أقل تقدير.
وعبّر محدثنا عن اعتقاده بأن الحكومة الألمانية ليست بغافلة عن هذا الأمر وتعترف به ولكنها لا تعمل شيئاً بالمقابل.
ولفت محدثنا إلى أن هناك تحركات من سوريين وألمان باتجاه وقف الدعم الذي يتلقاه النظام جراء إصدار وتجديد جوازات اللاجئين ولكنها تحركات بطيئة للأسف، مشيراً إلى أن بعض المقاطعات مثل برلين أوقفت هذا القرار وأصبح بإمكان اللاجئين تجديد الإقامة دون جواز سفر سوري.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية