أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رالي اكتشف حمص بلد المهرجانات والاحتفالات

 

أحيانا أشعر أني أعيش في الـ"ريو دي جانيرو" البرازيلية، أو مدينة "كان" الفرنسية (على أقل تقدير) لكثرة ما يوجد في هذه المدينة (الوادعة، الوديعة) من مهرجانات واحتفالات ومعارض ومؤتمرات، وكلها تتحدث بأمور نظرية تكاد ترسم حمص، على أنها المدينة الفاضلة، فحمص التي تضم أكبر ريف في سورية أقامت منذ شهور معرض للمجوهرات وذهب عدد من الصحفيين لتغطيته..." ترى ماذا يوجد صحفيا في معرض للمجوهرات" طبعا صحفيي السلطة على مستوى حمص يرون ذلك انجازا اقتصاديا رفيعا يضم إلى سلسلة الانجازات التي حدثت في المدينة فتراهم بعد ساعات قد كتبوا عمود رأي غزلي في حمص والتطور الحاصل فيها، إضافة لمعرض الأم ومعرض المفروشات والديكور و و و، على أساس أن المدينة "المرصودة" تعيش بنعم الإنعام ولا ينقصها سوى معارض البذخ والرفاهية ليجد مواطنها مكانا لصرف مرتبه الفائض عن حاجاته، معارض متزاحمة خصوصا في الشهرين الماضيين وأزمة الخبز لا يزال صداها حتى الآن، معرض مجوهرات ومشكلة المازوت منذ شهور فقط حتى توقفت عن التفاقم... دورات عن المرور ورشات عمل وبلد بالكامل لا يوجد فيه جسر واحد أو نفق للمشاة، (جل ما يحلم به المواطن الحمصي هو رؤية السيارات تتوقف على الممر المخصص للمشاة له.. يعبُرْ مبتسما ويلوح للسائق بيده عرفانا بالعطاء الكبير أو يصعد جسرا وينظر بفوقية للسيارات وسائقيها أسوة بما يفعل أخاه الدمشقي، (أيقنت اليوم أكثر من أي وقت مضى أن هناك فئة من الناس يسموا بالمسؤولين ليس لهم مصلحة مادية من بناء أي جسر أو نفق للمشاة)، لو تابع أحدكم حركة إشارات المرور في مركز مدينة حمص لاكتشف سذاجتنا نحن الحماصنة فإن المواطن الآتي من سوق الناعورة قاصدا شارع الدبلان عليه أن ينتظر آخر سيارة على إشارات ثلاث شوارع ثم يمر راكضا مسرعا إلى الرصيف الملجأ الأمن لنا .

لا أعرف كيف "ظبطت" معهم أن حمص الأولى مروريا ومع استعراض الانجازات في توسيع الطرقات والشوارع المخصصة للسيارات يبقى المواطن بالنسبة لمسؤولي حمص، آخر همومه هذا إذا صنفناه ضمن همومه،  فإنك لو تصادفت بأحد المدراء في محاضرة، ما فإنه يستعرض أمامك بلاغته وخطابيّته الموروثة ثم يعدد لك إنجازات مديريته، وعندما تسأله عن المواطن هل وجدتم له حلا يقول لك هو في قلب القلب منا. (الله على الشاعرية).

هذا العام تحتفل حمص باليوم العالمي للبيئة دون أن ننسى ما تعانيه هذه المدينة من تلوث بيئي قل نظريه بين مدن العالم ولا داعي لأذكركم بالمصفاة ومعمل السماد وما تتركه في من مخلفات في التربة الزراعية وفي الهواء الذي يتنفسه أهل حمص.

نحتفل بالبيئة ولا يوجد سلة مهملات واحدة على طول شارع الدبلان العصب الرئيسي في حمص نحتفل بحمص القديمة حي الورشة والحميدية والزبالة أمام البيوت جبالا وتلال، ومنذ شهور أقام مجلس مدينة حمص حملة لتنظيف المدينة بالتعاون مع أحد رؤوس الأموال المهمة في المدنية في الافتتاح أتت محطات فضائية وطبل وزمر وشبيبة الثورة وكشاف وخلافوا من استعراض للقطاع الخاص كيف يهتم بالبيئة في المدينة  ووزعت لوحات طرقيّة وأكياس قمامة على الناس في شارع خالد بن الوليد لم يمضى أسبوع واحد حتى ذاب كل شيء ولم يبقى سوى بعض اللافتات الممزقة التي تدعو الناس للنظافة يعني ما ضل غير الشعارات.  

وآخر ما ابتدعته مديرية التربية هي تغيير اسم المدارس مستخفة بعقول الناس بشكل لا يوصف، فماذا يعني أن تكون مدرسة إعدادية باسم نسيب عريضة منذ عشرات السنين تصبح ابتدائية عبد الرحمن الغافقي وبالعكس فقط كي لا يتعذبوا بنقل الأوراق يعني حتى رموز ذكرياتك يسرقونها دون أدنى شعور بالذنب.

 

أحييكم من حمص... مدينة المهرجانات التي تنام الساعة العاشرة، أحيكم من بلد الثقافة والمثقفين التي كانت أصدرت يوما من الأيام  أكثر من 50 جريدة وفيها أكثر من 20 مقهى شعبي واليوم لا تجد منتدى ثقافي واحد، سوى المقاهي التجارية والمطاعم ، أحيكم من ميماس العاصي الذي أصبح أهم مستنقع للتلوث في الشرق الأوسط أحيكم من ديك الجن وابن الوليد أيها الأحرار في كل مكان.

 

 

 

 

همام كدر
(114)    هل أعجبتك المقالة (113)

حمصي حزين

2010-01-13

يسللللللللللللللللم هالتم.


متفائل

2010-03-15

أشكرك استاذ همام على هذا المقال " الاطروحة لمن يهتم " فقد عبرت عن بعض أوجاعنا نحن سكان حمص.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي