أعاد ارتفاع أعداد القتلى بين عناصر قوات الأسد من أبناء طرطوس إلى الواجهة ملف المفقودين في محافظة طرطوس التي تعد إضافة إلى اللاذقية من أكبر الخزانات البشرية لأجهزة نظام الأسد من جيش ومخابرات وميليشيات تم تشكيلها خلال الثورة السورية.
وبدأت صفحات إعلامية موالية لنظام الأسد بالمطالبة بالكشف عن مصير المفقودين، وارتفعت أصوات أهاليهم لمحاسبة قادة عسكريين اتهمومهم بأنهم باعوا أبناءهم لتنظيم "الدولة".
وشهدت الفترة الأخيرة، التي زاد فيها عدد القتلى على وقع معارك أرياف إدلب وحماة واللاذقية، تفاقما لحالة الغضب بين الموالين في طرطوس، الأمر الذي ظهر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بدأت أصوات غاضبة تخرج إلى العلن تطالب بالكشف عن أبناء المحافظة "مجهولي المصير" خلال سنوات الثورة.
نشر "علي خليل" على صفحة "الفساد في طرطوس" مطالبا بالكشف عن مصير المفقودين، وتساءل إلى متى يتم نسيانهم من قبل "الجهات الحكومية"، واستغرب متسائلا "هل يمكن اعتبارهم منشقين أو فارين من الجيش؟".
واتهم "القادة" بأنهم ربما باعوا أولئك المفقودين إلى "داعش وغيرها"، مستهجنا ترفيع هؤلاء القادة المتهمين وتسليمهم مناصب أعلى بدلا من محاكمتهم.
وذكر "خليل" اسم اللواء "محمد خضور" والعميد "علاء رجب" واتهمهما ببيع "الفرقة 17" ومغادرتهما إلى دمشق تحت حماية التنظيم، وأضاف أن قائد مطار "الطبفة" غادر إلى دمشق مستقلا الطائرة وترك عناصر المطار إلى مصيرهم لكي يموتوا في الصحراء.
بدورها كتبت "سوسن إسماعيل" تعليقا جاء فيه "طالما أن قانون الغاب يحكمنا سيظل الخونة يتصدرون المراكز العليا، خيانات طويت وأرواح تم التضحية بها بلا تحقيق ولا محاسبة للمتورطين".
أما "أبو باسل" فقد قال في نهاية تعليق له "كل يوم نسألكم يا قادة البلاد ومسؤوليها المسؤولين عن دماء أبنائنا أين أولادنا؟؟؟؟ لسنا بحاجة إلى تكريمكم لنا بكم ليرة ولكن أن تحسنوا التعامل مع من ضحى لأجلكم .... لتبقوا على كراسيكم".
رغم المطالب المتكررة لأهالي المفقودين لم تستجب الأجهزة الأمنية والعسكرية التي طلبوا منها المعلومات، كما لم تلقَ دعاواهم التي تقدموا بها إلى النيابة العامة العسكرية في طرطوس آذانا صاغية.
بين هؤلاء "ناصيف أبو علي" من بلدة "صافيتا" الذي حاول على مدار عدة سنوات معرفة مصير ابنه "باسل" عن طريق معارفه الأمنيين والمسؤولين، فحصل على إجابات مختلفة متناقضة، فمنهم من أكد مقتله ومنهم من ذكر له إنه في عداد المفقودين، وآخرون أكدوا له أن ابنه قد فر وأصبح بين تركيا والبلاد الأوروبية، ولكن كل هذه الإجابات كانت شفهية وغير موثقة.
ضمن هذا السياق قال مصدر سمى نفسه "أبو علي" لـ"زمان الوصل" إن البعض نصحه بتقديم معروض إلى النيابة العامة العسكرية في طرطوس للكشف عن مصير ابنه الذي كان يخدم برتبة رقيب أول احتياط في "الفرقة 17" بمحافظة الرقة.
وأضاف "عملت بالنصيحة وذهبت إلى مكتب محام صديق، كتب لي معروضا تقدمت به إلى النيابة العسكرية، وبدوه قام قاضي النيابة بإرسال الملف إلى الشرطة العسكرية لإجراء التحقيقات اللازمة وإعادة الملف إلى القضاء العسكري منذ 5 أشهر ، رغم تأكيد النيابة أنها قد وجهت اكثر من طلب إلى الشرطة العسكرية للإجابة على المعروض بسرعة، وفي النهاية جاء رد منذ عدة أيام بأنه قد تم التحفظ على الموضوع، ولم أعرف مصير ابني".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية