أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الرئيس السابق لإدارة المخابرات الجوية اللواء "جميل الحسن"، من أكثر القادة الأمنيين مساهمة في دحر ثورة 2011، مشيرة إلى أنه "الأساس للبرنامج الدموي الذي ينتهجه النظام".
وفي مقال للكاتب "بينجامين بارت"، شدد على أن الجنرال "حسن" لعب دورا وحشيا بارزا في الممارسات القمعية الدامية أثناء الثورة السورية، مشيرا أنه قضى في منصبه عشر سنوات قبل أن يحال على التقاعد، كما خضع لمجموعة من العقوبات، وصدر بحقه مذكرة إيقاف دولية.
وأوضح المقال الذي وصفت "حسن" بالجلاد حسب ما ترجمت "زمان الوصل" أن الجنرال يعد "الأساس للبرنامج الدموي الذي ينتهجه النظام" وهو من "أكثر القادة الأمنيين مساهمة في دحر ثورة 2011"، مشيرا إلى أن عناصره اكتسبوا سمعة سيئة بسبب معاملتهم الوحشية للمعارضين.
وقال الكاتب إن كل خدمات "جميل حسن" في القضاء على الثورة السورية لم تنجح في أن تحول دون قيام بشار الأسد بعزله.
واستندت "لوموند" في تحليلها لأسباب عزل "جميل حسن" إلى أراء تميل إلى أن أيام هذا الجنرال أضحت معدودة، لأنه يحمل العديد من الأسرار التي تعجّل بتصفيته.
وألمحت إلى أن النظام وإعلامه يروجون على أن مغادرة "جميل حسن" نتيجة إصابته بمرض السرطان، كما أنه تجاوز سن التقاعد القانوني.
وأضاف الكاتب أنه وخلال الأشهر الأولى من الثورة السورية، أبدى عملاء المخابرات الجوية السورية تعطّشا كبيرا لإراقة الدماء وإقبالا على إطلاق النار على المتظاهرين السلميين وملاحقة رموز الثورة.
وتابع أن "جميل حسن" عمل على خنق الحراك في مهده عبر اللجوء إلى القمع، مذكرا بمحادثة ذكرتها المعارضة السورية دارت بين "حسن وبشار الأسد" في 2012، طلب فيها "حسن بالسماح بقتل مليون محتج "حتى نضع حدا لهذه الثورة وسأمثل بالنيابة عنك أمام محكمة لاهاي".
ورأى الكاتب بأن "حسن" وفى بوعده، فخلال الأعوام التي تلت، أُلقي بمئات السوريين في سجون المخابرات الجوية حيث تعرضوا للتجويع والتعذيب، وأنه في 2016، وعندما بلغ عدد القتلى نحو 300 ألف شخص، أعرب جميل حسن خلال لقاء جمعه بوكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن أسفه لتباطؤ النظام في اتخاذ موقف حازم منذ البداية تجاه الحراك.
وأشار الكاتب أن من بين الضحايا الذين قتلهم "جميل الحسن" أبا فرنسيا من أصل سوري وابنه يُدعيان "مازن وباتريك دباغ"، رفعا دعوى ضد رئيس جهاز المخابرات الجوية السورية لدى المحاكم الفرنسية، التي تابعت بدورها الجنرال "حسن" قضائيا في تشرين الأول أكتوبر/ 2018، بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية