وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استهداف نظام الأسد وروسيا لـ31 مركزاً حيوياً تابعاً لمنظمة الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" في منطقة خفض التصعيد الرابعة في غضون 11 أسبوعا، مؤكدة مقتل 229 عنصراً من الدفاع المدني السوري منذ تأسيسه في آذار مارس/2013 حتى الآن.
وقالت الشبكة في تقرير لها اليوم الاثنين، إنها أحصت أبرز الانتهاكات بحقِّ منظمة الدفاع المدني من قِبل أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في سوريا، منذ تأسيس منظمة الدفاع المدني في آذار مارس/2013 حتى 12 تموز يوليو/ 2019، إضافة إلى أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأسد وروسيا بحق منظمة الدفاع المدني في ظلِّ الحملة العسكرية الأخيرة على منطقة خفض التصعيد الرابعة والأخيرة.
ووفقاً للتقرير فقد ارتكب نظام الأسد على مدى 8 سنوات جرائم وانتهاكات فظيعة بحقِّ المدنيين السوريين، ولم يستجب لأي من مطالب لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، ولا مطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولا حتى قرارات مجلس الأمن، وكان يُفترض بمجلس الأمن أن يتَّخذ تدابير جماعية ويتحرك بموجب المادتين 41 و42 من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه فشل أيضاً بسبب الحصانة التي منحتها روسيا للنظام، كما أنَّها لم تُحجم عن استخدام حق النقض في حالة النظام، الذي ليس فقط لم يلتزم بمسؤولية حماية المدنيين، بل هو من ارتكب أفظع الانتهاكات بحقهم، وصلت مرتبة جرائم ضدَّ الإنسانية، وإبادة داخل مراكز الاحتجاز عبر عمليات التعذيب.
وسجَّل التقرير مقتل ما لا يقل عن 229 من كوادر الدفاع المدني على يد أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار مارس/ 2013 حتى 12/ تموز يوليو/ 2019، قتل النظام 159 منهم، وقتلت القوات الروسية 38، بينما قتل تنظيم "الدولة" ثلاثة، وكانت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مسؤولة عن مقتل واحد من كوادر الدفاع المدني، فيما قتل 28 منهم على يد جهات أخرى.
كما سجَّل التقرير ما لا يقل عن 396 حادثة اعتداء على مراكز حيوية تابعة للدفاع المدني في سوريا، على يد أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في المدة ذاتها، كانت 277 منها على يد قوات النظام السوري، و102 على يد القوات الروسية، وحادثة واحدة على يد فصائل في المعارضة المسلحة، و16 حادثة على يد جهات أخرى.
وفي ظلِّ الحملة العسكرية الأخيرة لقوات الأسد وروسيا على منطقة إدلب المستمرة منذ 26/ نيسان ابريل/ 2019 حتى 12/ تموز يوليو/ 2019 وثَّق التقرير مقتل أربعة من عناصر الدفاع المدني، جميعهم على يد القوات الروسية، وإصابة ما لا يقل عن 22 عنصراً بإصابات متفاوتة، مُشيراً إلى اعتداء قوات الحلف السوري الروسي على ما لا يقل عن 31 مركزاً حيوياً تابعاً للدفاع المدني السوري (منشآت وآليات) في المدة ذاتها، 15 منها على يد قوات النظام السوري، و16 على يد القوات الروسية.
وأكَّد التَّقرير أنَّ الحوادث الواردة فيه تُمثِّل خرقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 2139 و2254 و 2286، مُشيراً إلى أنَّ معظم الهجمات قد استهدفت أفراداً مدنيين عُزَّل، وبالتالي فإنَّ القوات المعتدية انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان، إضافة إلى أنها ارتكبت في ظلِّ نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب.
وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان "فضل عبد الغني" إنَّ "المهام التي تقوم بها فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تُعارِض بشكل جذري استراتيجية نظام الأسد وروسيا في إيقاع أكبر قدر ممكن من الألم والخوف في أوساط المجتمع، ولهذا السبب بشكل أساسي فقد كانت معدَّاتها ومقراتها وأفرادها عرضة للقصف المتعمد، كما تعرَّضت سمعتها للتَّشويه عبر محاولة ربطها بالتَّنظيمات المتطرفة. يجب إدانة وفضح كل من يقوم بقتل واستهداف من يقوم بمساعدة وإغاثة المدنيين."
ولفت تقرير الشبكة الذي أطلعت عليه "زمان الوصل" إلى أن منظمة "الخوذ البيضاء" تأسست في آذار/مارس 2013، ويبلغ عدد متطوعيها قرابة 2393 متطوعاً، بينهم 201 متطوعة.
وأوضح أنَّ مهام المنظمة لم تقتصر على عمليات الإسعاف وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، بل تعدَّت ذلك إلى المساهمة في عمليات إخلاء المدنيين من مناطق القصف وتأمين مساكن وملاجئ لهم، والاستجابة لمتطلبات المخيمات وإزالة الأنقاض والركام، وإخماد الحرائق وتحديد المناطق الخطرة، وإزالة الذخائر غير المنفجرة، وتوصيل المياه وإصلاح شبكات الكهرباء المتضررة نتيجة القصف، إضافة إلى ذلك يقوم عناصر الدفاع المدني وبشكل خاص النساء منهن بمتابعة أوضاع الجرحى والإسعافات الأولية، والعناية بالأطفال والسيدات الحوامل، والتوعية، إضافة إلى القيام بتصوير عمليات الإنقاذ ومخلفات الأسلحة التي استخدمت، ورواية أحداث القصف.
وأشار التقرير أنَّه من الممكن اعتبار الاعتداء على فرق الدفاع المدني أنه يُشكل خرقاً لكل من (اتفاقيّة جنيف 4، المواد 17، 23، و59؛ البروتوكول 1، المادة 70، البروتوكول 2، المادة 18-2)، والقاعدتين 55 و56 من القانون الإنساني العرفي.
وبين التقرير إلى تحديات استثنائية تواجه فرق الدفاع المدني في سوريا أبرزها سياسة الضربة المزدوجة التي تقوم على قصف المواقع التي تمَّ قصفها سابقاً بعد أن تجتمع فرق الإسعاف والدفاع المدني، بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في أرواح المدنيين وفي أرواح تلك الفرق ومعداتها، إضافة إلى الهجمات على طرقات سيسلكها المسعفون وفرق الدفاع المدني إثرَ حادثة القصف؛ بهدف عرقلة عملهم في إنقاذ الناجين من القصف وأوضحَ التقرير أنَّ الاستخدام الموسَّع للذخائر العنقودية والحارقة يُشكِّل عبئاً مضاعفاً على فِرَقِ الدفاع المدني.
ونوَّه إلى حملات تشويه السمعة التي قامت بها الآلة الإعلامية للنظام وروسيا، التي عمدت إلى شنِّ حملات وأخبار واسعة ضدَّ منظمة الدفاع المدني السوري تحاول ربطها بالقاعدة من جهة وبالغرب من جهة أخرى، وتتهمها بالتَّحضير لهجمات كيميائية وتزوير عمليات الإنقاذ وصور المجازر وغير ذلك من الاتهامات بدون أية أدلة حقيقية.
تقرير: الأسد وروسيا قصفا 31 مركزا للخوذ البيضاء وقتلا نحو 200 متطوع

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية