أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الصورة الحقيقية.. أم بديع تستقبل رابع أبنائها الذين قتلوا في سبيل الأسد

منظر "أم بديع" الذي تحكيه الصورة، يختصر ما فعله بشار بأسر مواليه - انظر أدناه

بعيدا عن شاشات النظام المدججة بقناطير من شعارات "الوطنية"، وعن تفسيرات "المحللين" لأسباب "الصمود في وجه المؤامرة"، وعن كذب مذيع أو مذيعة وهو يتحدث عن "فرحة" و"فخر".. بعيدا عن كل هؤلاء تجلس "أم بديع" في مقبرة "المشرفة" بريف حمص مصعوقة، مذهولة من هول مشهد استقبال ابنها الرابع قتيلا في سبيل بقاء من باعوا الوطن.

منظر "أم بديع" الذي تحكيه الصورة، يختصر ما فعله بشار بأسر مواليه، حين أفرغ أكثر هذه الأسر من معظم أو كل شبابها، كما هي حالة هذه الأم التي قتل النظام أبناءها الأربعة وأعطب الخامس عندما زجهم في معركة الدفاع عنه.

فيوم أمس الأول الأربعاء، جلست "أم بديع" في مقبرة القرية لتعيد مشهدا صادما للمرة الرابعة، بينما كان آخرون يهيلون التراب على جثة ابنها "فاطر يوسف منصور"، بعد مصرعه في ريف اللاذقية.


ما الذي كان يدور في ذهن "أم بديع" في تلك اللحظة، لا أحد يعرف، لكن المرجح أن الأم استعادت وهي تودع "فاطر" مشاهد توديع إخوته (أبنائها): آصف ، سليمان، حسن، الذين قتلوا من قبل، وربما كان تتجرع غصة أكبر وهي تنظر إلى ولدها الخامس "حمزة" الذي بقي على قيد الحياة، ولكن أي حياة وهو شاب مبتور يعاني الإهمال كمعظم مصابي جيش النظام.

غدا أو ربما بعده، سيدفع النظام بـ"طاقم إعلامي" من خدم ماكينته الإعلامية، ليحضروا بكاميراتهم وميكرفوناتهم، في سبيل تسجيل شهادة زور أخرى عن أم فقدت 4 من أولادها، وهي تشعر بمنتهي السعادة والفخر، بل إن لديها استعدادا دائما لخسارة المزيد في سبيل "الوطن" و"قائد الوطن"، وربما تعلن الأم الثكلى براءتها الكاملة من الحزن والانكسار الذي وثقته صورتها في المقبرة، متهمة قوى "المؤامرة الكونية" باستغلال اللحظة وفبركة الصورة.. عندها فقط سيرتفع "أدرنالين الوطنية" ضاربا أعلى المستويات، ومؤمّنا زج المزيد من الشباب في محرقة الأسد.. لاسيما أولئك الذين لا يشاهدون سوى إعلام النظام ولا يرون إلا ما يراه.

زمان الوصل
(196)    هل أعجبتك المقالة (209)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي