أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الحاجة أم الاختراع".."عبد الرحمن" يصنع أطرافا صناعية لنفسه في دير الزور

متطلبات تصنيع الطرف - زمان الوصل

تجسيدا لمقولة المثَل الشهير "الحاجة أم الاختراع" واجه "عبد الرحمن الرزج" ضعف نشاط المنظمات والجهات الطبية المتخصصة بصناعة الأطراف الصناعية شرق دير الزور، بالاعتماد على نفسه لصناعة ساق من "البلاستيك" والخشب الخفيف ليمشي بها بعد أن فقد ساقه بانفجار لغم أرضي داخل منزله.

يقول عبد الرحمن (43 عاما) ، وهو أب لـ15 طفلا إنه عند رجوعه إلى منزله في بلدة "الكشكية" من مخيم للنازحين في بادية الجزيرة قرب منطقة "الشعيطات" وجد أعدادا كبيرة من الألغام في محيط المنزل وفي عموم الحي، حيث أصيب 15 شخصا توفي بعضهم، وكان هو بين الذين فقدوا أحد أطرافهم.

يقول الرجل نقلت إلى القاعدة العسكرية بحقل العمر بعد انفجار اللغم مباشرة قبل أن أنقل إلى مشفى الحكمة بمدينة الحسكة، وهناك قرر الأطباء بتر الساق اليسرى، وهذا ما عرضه لمواقف صعبة لاحقا، فبدأ يفكر بتركيب طرف صناعي، لكنه فشل بالسفر إلى مدينة أخرى أو إلى خارج البلاد حاله بذلك كحال معظم المصابين وقتها، فهم في منطقة خارجة لتوها من حرب ضروس، ولا خدمات فيها ولا عمل ولا يملكون المال الكافي لمثل هذه العمليات الجراحية والأطراف باهظة الثمن.

وبعد 6 أشهر شفيت الساق، وبدأ بمحاولات صناعة الطرف سفلي على مدى 3 أشهر من الخشب والمعادن ففشل 4 مرات، لكن المحاولة الخامسة نجحت الخامسة، فاستغرب الناس من سير الرجل على قدميه وظنوا أنه حصل عليه من الخارج، وذلك عندما استخدم 50 سم من مادة البلاستيك المستخدمة بأنابيب التمديدات الصحية لصناعة الساق عبر تسخينها وتذويبها وتشكيلها كما يريد، والقليل من الخشب الخفيف للقدم وبراغي مع قطعة من الاسفنج وبخاخ للطلاء وجميعها بكلفة 10 دولار أمريكي تقريبا.

بعد ذلك، صنع "عبد الرحمن" في ورشته لتصلح الساعات والإلكترونيات في بلدة "أبو حمام "الأطراف لنحو 20 شخصا بينهم من فقد الأطراف السفلية، واستطاع بعد ذلك قيادة دراجة نارية.

وتعاني مناطق شرق دير الزور من إهمال صحي وخدمي، فهناك مشاكل كبيرة في الكهرباء والماء إلى جانب نقص عدد الأطباء والمؤسسات الطبية.

ويقدر عدد مبتوري الأطراف في المنطقة الممتدة بين مدينة "البصيرة" عند مصب نهر "الخابور"، حتى بلدة "الباغوز" على الحدود العراقية مرورا بـ"هجين والبحرة والشعفة والسوسة" أكثر من 300 مصاب بعضهم فقد أكثر من طرف سفلي أو علوي، بينما يقدر "عبد الرحمن "عدد الإصابات في منطقته (الشعيطات) وحدها بأكثر من 100 إصابة، لأنها كانت خط اشتباك بين "قسد" وتنظيم "الدولة الإسلامية" فزرعت بحقول ألغام كثيرة.

زمان الوصل - خاص
(127)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي