( صبيان النت وخبثائه ) ..؟!! . .... خليل صارم

- هل تمكنا من التعامل مع هذا الفضاء بالشكل السليم والصحيح ..؟
أمر طبيعي أن تعرض كافة أنواع الأفكار على هذا الرصيف الشاسع الواسع .. هناك الجيد وهناك الغث والرديء ولكل بضاعة زبائنها وروادها والباحثين عنها .. تماما كالصحافة التي تتضمن كافة الأشكال والنوعيات بدءا ً من الصحافة السياسية والاجتماعية وصولا ً الى مجلات الجنس مرورا ً بتخاريف البصارين وضاربي الودع .
بالنسبة للنت فإن الفضاء مفتوح أكثر .. الأمر الذي أتاح للأسوأ والأردأ والأتفه أن يتقيأ ماتجود به نفسه من تفاهات مقرفة ليحولوا النت الى نوع من مكبات النفايات .
كل ذلك أمر مفروغ منه ومتوقع .. لكن المشكلة تكمن في العديد من النوافذ التي يديرها وينشؤها صبيان ..نعم صبيان لاهم بالعير ولا بالنفير يمالئون هنا ويقبلون الأقدام هناك ويتذاكون على الجميع وكأنهم قادرين على مداراة مايهدفون اليه .
ربما كان البعض منهم طامح في الوصول الى مكان معين والى مستوى يفتقر اليه أساسا ً والبعض منهم يمثل جهة فاسدة تماما ً تفوح نتانتها ..وبالتالي يرى نفسه مجبرا ً على الشهادة لمصلحة الفساد .. كأحدهم الذي أتحفنا قبل مدة بدفاع طويل عن أحد الفاسدين الذين أودعوا السجن زاعما ً أنه كان حاميا ً للبلد ولاقتصادها وربما لولاه لضاعت البلد بأرضها وشعبها ..؟!!!!! ثم يتلهى بأخطاء صغيرة مرتكبة هنا وهناك ويقدمها وكأن الناس أغبياء لاتعي ولا تدرس أو تحلل .. هؤلاء المتذاكين لايعلمون حقيقة ً أنهم متخلفون جدا ً وأن الشارع يسبقهم بما يقطع أنفاسهم ولايمكنهم اللحاق به ومع ذلك يتابعون حتى تصل الى قناعة أن هناك فاسدين يمولونهم لكي يتابعوا تفاهتهم وغثاثتهم .. مع ذلك يتنطح لكي يزعم أنه يدافع عن سوريا ..و..عجبي .
نعم ..عندنا في سوريا قسم كبير من النوافذ الألكترونية تزعم الدفاع عن سوريا وهي بالتعاون مع الفساد الوقح تتصور أنها قادرة على خداع كل من يعمل في القيادة جديا ً لمكافحة الفساد ومعها الشارع الذي يكافح لتحسين مستوى البلد عبر تخليص نفسه من منغصات الفساد وانحرافاته وتعطيله للمراسيم والقرارات الصادرة لصالحه وتفسيرها الأحمق في كثير من الأحيان والاندفاع بسوريا خطوات متقدمة على كافة الصعد ..
تلك النوافذ التي يديرها صبيان في كل شيء ( في السياسة والاجتماع والاقتصاد والأدب والثقافة وكافة شؤون الحياة ) يتهربون من طرح الأمور الجادة ويغرقون في أمور سخيفة ..تافهة ..غثة الى حدود القرف والهزال والتدني .. يكثرون من طرح الحوادث والجرائم حتى يساورك الشك في صحة وسلامة مجتمعنا ..هذه الحوادث والجرائم التي لايخل ُ منها مجتمع في هذا العام .. دون أن تجد من يتقدم منهم بدراسة جادة اجتماعية ونفسية وقانونية عن الأسباب والدوافع والخلفية والبيئة التي انتجت هذا النوع أو ذاك من الارتكابات والجرائم وكيفية معالجتها تمهيدا لتقليصها وتخفيف آثارها .. يسارعون لنشر أحداث الجريمة ثم يهللون للقبض على المجرم ومن قبض عليه ويتناسون دوره في منع وقوع الجريمة وتقصيره في ذلك وكما قلت دون البحث في الأسباب والخلفيات وكأن لاهم لهم سوى الاستحواذ على الرضى ...وبرافو ياشباب . !!!
يتباكون على الديمقراطية ويتغنون بها وينظمون فيها المعلقات الطوال .. ويحجبون مالايتطابق وأهوائهم وأهواء الفساد ويستمرون في التحريف والتضليل بكل صفاقة والهاء الناس بتوافه الأمور .. بعضهم ولفرط تعلقه ( بالديمقراطية )..؟ واهتمامه بالرأي الآخر يسمح للسفلة والصبيان التافهين أمثاله والموجهين من قبل الفساد بالتطاول على الآخرين وبأساليب مقرفة والمضحك أنهم جهلة .. أغبياء . وأشباه أميين .. والمشكلة انك عندما تجادل أحمقا ً ستكون أنت الخاسر حتما ً .
أيها السادة .. النت سلاح قد يجرح حامله ويؤذي من حوله ..فلا تتركوه بين أيدي صبيان الذين يمكن الهائم بمصاصة أو بيبرونه أو حفنة موالح وحلويات ريثما ينضج وعيهم ويصبحون قادرين على التمييز والفهم وإلا فهناك من يقدم لهم أكواما ً من هذه الأشياء ومعها بعض الألعاب فيغريهم ويحرفهم ويقدم صورة سيئة ومتخلفة للبلد .
هناك البعض ..الخبيث ..الذي يحسن اخفاء نواياه وارتباطاته وتورطه .. فيزاود على الجميع بفرط محبته لسوريا وذوبانه في هواها .. فيعمد الى الانتقائية في النشر ويزعم افساحه المجال للتعقل والرزانة والحدة معها في الدفاع عن البلد ثم يعمد الى تمريره من هنا وتمريره من هناك تسللا ً .. ويقدم الفاسد على أنه يذوب غراما ً في الوطن ناشرا ً عن نشاطه وتحركاته النضالية في خدمة البلد ثم يفاجأ الناس أن هذا المناضل قد وقع تحت طائلة المساءلة لانحرافه وفساده المدمر للبلد .
أيها السادة ..يتوجب تنظيم النت بشكل عقلاني ورزين وجاد وهادف للارتقاء بالمجتمع وتطوير مفاهيمه بما يتناسب وروح العصر بعيدا ً عن الإسفاف والتذاكي الذي هو في حقيقته غباء يتحول بمرور الوقت الى مجرد نهيق مزعج .. ثم يحولون النت الى مجرد مكب نفايات وغدا ً اذا تم التنظيم ألا يصبح وسيلة لمنع الجاد وافساح المجال للسخافة والولدنات وخبث البعض . نعم منع الجاد كما نرى .. هناك نوافذ جادة تأخذ الطابع الثقافي أكثر من السياسي تلاقي صعوبات ..بينما السخيف والتافه يفسح المجال أمامه ولاأريد التسمية حتى لاتحسب دعاية لهذا أو ذاك ..لماذا يكون الجاد خائفا ً مترددا ً من ضياع جهوده بينما السخيف والتافه والمتملق والانتهازي المخادع يرتع على هواه .
نعم الفضاء يجب أن يفسح فيه المجال لتعدد الرؤى والآراء ولكن بمنطق عقلاني وجدي لايخفي أية سخافات وتفاهات وتدني ودونية ونوايا خبيثة وأن تناقش فيه كل هموم المجتمع والبلد وأحلام الناس الطيبين ورؤى كافة الشرائح الاجتماعية و طبقات االمجتمع واتجاهاته في كافة جوانب حياتنا بحيث يتحول الى عامل اثراء وإغناء وتطوير جدي وليس سخافات البطر والنفاق والخداع . . يجب أن تناقش فيه الايجابيات ويتم ابرازها واظهارها بأجلى صورة لكي ينتقل المتردد والواقف في المنطقة الغائمة الى الخانة الايجابية ويستعيد ثقته بنفسه وببلده وبنفس المستوى تناقش السلبيات كي نتحاشاها ونعالجها .
هلا حاولتم تقديم الوجه الجميل لسوريا بعيدا ً عن أيدي الفساد والتافهين والمنحرفين ..ورحم الله أول من قال ( ليس كل من صف الصواني صار حلواني ).