أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نقيب الفنانين السوريين: الدراما المصرية توقفت.. وسوريا أصبحت «هوليوود» الشرق

 

انبهاره بالدراما السورية، وعدم رضاه عن المستوى الذى وصلت إليه الدراما المصرية، احتلا جانبا كبيرا من حوار «المصرى اليوم» مع المخرج أسعد عيد، نقيب الفنانين السوريين، الأمين العام لاتحاد الفنانين العرب، خلال زيارته لمصر، والذى أكد أنه أحيانا يخالف قوانين نقابته من أجل مساعدة الدراما المصرية لصد الخطر الناتج عن غزو الدراما التركية للمجتمعات العربية.

■ كيف استعدت الدراما السورية لرمضان المقبل؟

-تدخل سوريا رمضان المقبل بـ٥٦ مسلسلا، تتنوع بين الاجتماعى والتاريخى والكوميدى والبوليسى، بعضها تم الانتهاء منه والباقى يتم تصويره حاليا، ومعظم الأعمال حجزت مكانها على الفضائيات والتليفزيونات الأرضية فى معظم الدول العربية.

■ وهل تسويق الأعمال أثناء تصويرها دليل على نجاح الدراما السورية؟

-الحمد لله مسلسلاتنا تتصدر شاشات الفضائيات العربية، فالتسويق يبدأ منذ الإعلان عن تصوير المسلسل، بحيث توزع كل أعمالنا قبل رمضان بشهر، ويرجع ذلك إلى أن الموضوعات التى نتناولها تعكس نبض الشارعين السورى والعربى أيضا بعد اتساع هامش الحرية عندنا واقتصار الرقابة على الأعمال التى تثير فتنًا طائفية فقط.

■ معنى هذا أن اتساع هامش الحرية وراء تألق الدراما السورية فى الفترة الأخيرة؟

-ليس هذا فقط، بل لأن سوريا أصبحت هوليوود الشرق، فتوجد بها مواقع تصوير تناسب ثلاثة عصور، هى العباسى والإسلامى والأموى، فضلا عن الطبيعة الجغرافية التى تتميز بها، إضافة إلى أن الحكومة السورية تقف معنا ولها دور كبير فى حالة النضج التى وصلنا إليها.

■ وما نوع المساعدة التى تقدمها الحكومة للدراما؟

-الرئيس بشار الأسد يلتقى دائما بالفنانين ويقدم لهم كل التسهيلات، كما أنه أمر بفتح جميع الأماكن، بما فيها المواقع العسكرية للتصوير، ووضع كل الوزارات فى خدمة الفن دون أى شروط، لأنه يعتبر الفن مصدرًا للدخل القومى، كما أنه يفرض الواقع السورى بكل ثقافته على الجميع، ويعقد وزير الإعلام السورى باستمرار اجتماعات مع المنتجين والفنانين لوضع خطط جديدة للارتقاء بأعمالنا وبحث كيفية وصولها إلى أعلى مستوى.

■ يتردد أن تفوّق الدراما السورية يرجع إلى اعتمادها على رؤوس أموال الخليج؟

-لا أرى عيبا فى ذلك، فأموال الخليج كان لها دور فى زيادة عدد المسلسلات التى ننتجها كل عام، أما جودة تلك الأعمال فترجع إلى مهارة المخرجين والمصورين والممثلين السوريين، كما أننا نجحنا فى سحب رؤوس الأموال الخليجية من مصر واقتصارها على سوريا.

■ وكيف اقتنع أصحاب رؤوس الأموال الخليجية بقدرة الدراما السورية على منافسة المصرية؟

-يجب أن تسألوا أنفسكم لماذا انتقل رأس المال الخليجى إلى سوريا، فبالتأكيد هناك مشاكل وأزمات تعرضوا لها فى مصر جعلتهم يستثمرون أموالهم فى سوريا، خاصة أننا نملك كل الإمكانيات التى تضمن الربح للمنتج، كما أن أجر النجم السورى له حدود لا يمكن تجاوزها، حيث لا يتعدى أجر النجم السوبر ستار ١٠٠ ألف دولار.

■ وكيف تفسر الارتفاع المبالغ فيه لنجوم الدراما المصرية الذين وصل أجر بعضهم إلى مليون دولار؟

-الفن لا يُقدر بمال، ولكن المبالغة فى الأجر غير منطقية وتؤثر بالسلب على مستوى العمل، لأن المنتج لن يستطيع التعاقد مع أكثر من نجم فى العمل الواحد، ليخرج فى النهاية فى صورة سيئة، وأعتقد أن ارتفاع أجر النجم يرجع إلى أنه يفعل كل شىء فى العمل، فهو الذى يختار النص والممثلين المشاركين وربما يحدد مواقع التصوير.

■ وهل يفعل النجوم السوريون ذلك؟

-إطلاقا، الممثل السورى لا يتدخل فى شؤون المؤلف أو المخرج لأن حدوث ذلك يعنى وجود خلل فى الدراما، فالمخرج هو الوحيد القادر على تحديد أماكن التصوير واختيار الممثلين فهذا عمله، كما أننا نسوق أعمالنا بالنص الجيد وليس بالنجم مثلما يحدث فى مصر.

■ كيف ترى المنافسة بين الدراما المصرية والسورية فى رمضان المقبل؟

-ستكون منافسة قوية، خاصة بعد أن أصبحت الدراما الخليجية فى وضع جيد، وستنافس مصر وسوريا بعد أن كانت تحبو، لكن لا ننكر أن الدراما السورية تتقدم عامًا بعد آخر، فى الوقت الذى توقفت فيه الدراما المصرية وأصبحت تعتمد فقط على تاريخها ولا تبحث عن التجديد والتنوع، ولهذا يجب على مسؤولى الدراما فى مصر الانتباه للمشاكل التى بدأت تحاصر الدراما المصرية، وأن يتم عقد اجتماعات مع كبار الفنانين لإعادة تطويرها، خاصة أن مصر فيها عمالقة فى التمثيل ورؤوس أموال ضخمة.

■ لهذه الدرجة ترى أن مستوى الدراما المصرية تراجع؟

-الدراما المصرية لم تتراجع، بل توقفت ولم تطور من نفسها، فى الوقت الذى تشهد فيه دراما الخليج وسوريا مزيدا من التألق، خاصة فى الأعمال التاريخية التى تتميز بها سوريا عن غيرها من الدول العربية، كما أن المنتجين السوريين يرصدون ميزانيات ضخمة لهذه الأعمال، وسوريا فيها عدد كبير من المخرجين المتميزين.

■ بصفتك مخرجًا، ما سبب نجاح المخرجين السوريين فى مصر، وما تقييمك للمخرج المصرى؟

-أحب أن أؤكد أن المخرجين السوريين الذين يعملون فى مصر وانبهر بهم النقاد والجمهور ما هم إلا مخرجين تحت التمرين عندنا، ومازالوا يتدربون على أيدى أساتذة فى الإخراج داخل نقابة الفنانين فى سوريا، أما سبب نجاحهم فيرجع إلى أن معظم المخرجين فى مصر يعتمدون على التصوير داخل الاستديوهات لأنها مريحة ومكيفة، أما المخرج السورى فيسعى دائما للخروج بالكاميرا إلى الأماكن الطبيعية، وأنا ضد التصوير داخل الاستديوهات فكيف يخرج العمل بشكل جيد ومخرجه محصور بين أربعة جدران.

■ هل صحيح أن هناك قرارًا من نقابة الفنانين بسوريا يحظر عمل السوريين فى الدراما المصرية؟

-لم يحدث، فهذه شائعة ترددها بعض الصحف، فلا يوجد لدينا أى حساسيات، واسأل الفنانين المصريين كيف يعاملون فى سوريا عندما يحضرون للتصوير، فنحن يهمنا عودة الدراما المصرية إلى وضعها الذى كانت عليه فى الماضى، فهذا مكسب للحركة الفنية فى الوطن العربى، وأحيانا أضرب بقوانين النقابة عرض الحائط من أجل الدراما المصرية.

■ كيف ذلك؟

-هناك أكثر من ١٥ مسلسلا مصريا يتم تصويرها فى سوريا سنويا، ووفقا لقوانين النقابة المفروض أن أتقاضى ٢٠% من الأجر الأساسى لأى ممثل غير سورى، إضافة إلى ضريبتى وزارتى الداخلية والسياحة، لكننى لا أفعل ذلك ولم أطالب أى ممثل أو منتج مصرى بأى أموال بل نفتح لهم كل مواقعنا للتصوير، وأقدم لهم كل التسهيلات اللازمة كأى عمل سورى، فيجب أن نكاتف معا للتصدى لخطر الدراما التركية.

■ وهل تشكل الدراما التركية خطرا على الإنتاج السورى؟

-الدراما التركية أثرت على الدراما العربية بشكل عام، فهى غزت كل الفضائيات، وهناك أشخاص يشجعون على انتشارها لتكون بدلا من أعمالنا، ولهذا يجب التصدى لتلك الأعمال لأن موضوعاتها لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، وقد تؤثر بالسلب على الأجيال الجديدة التى تشاهدها، ويرجع الفضل لنجاح تلك الأعمال إلى صوت نجومنا السوريين، فهذه المسلسلات تتم دبلجتها فى سوريا، وروح الممثل السورى فى الأداء الصوتى أكسبت العمل جاذبية عند الجمهور.

المصري اليوم
(110)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي