وقّع عشرات الصحافيين والكتّاب والناشطين والفنّانين والحقوقيّين والمثقّفين اللبنانيّين على بيان يستنكر الحملة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان، معلنين موقفهم الرافض لهذه "الهستريا العنصرية التي يُديرها وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل" ضدّ أفراد عُزّل هجّرهم من بلدهم نظامهم القاتل"، كما جاء في بيان لهم.
وأشار البيان الذي تلقت "زمان الوصل" نسخة منه إلى أن "هذه الحملة تنشر وتعمّم عدداً من المغالطات التي تجافي ما توصّلت إليه دراسات كثيرة مُعزّزة بالأرقام حول العمالة السوريّة، فتسيء إلى الاقتصاد اللبنانيّ بين مَن تسيء إليهم".
وتابع البيان "بحجّة الحرص على توفير فرص العمل للّبنانيّين، لا تعمل هذه الحملة إلاّ على تجفيف مصادر الدخل الوطنيّ والمعونات التي تتوفّر بفضل الوجود السوريّ في لبنان، وهذا في ظلّ تراجع عائدات المصادر التقليديّة للاقتصاد اللبنانيّ".
ولفت موقعو البيان إلى أن "هذه الحملة تعمل على تسميم المناخ الداخليّ برمّته، هو المُبتلى أصلاً بطائفيّة يبالغ في شحذ شفرتها وفي استنفار غرائزيّتها زعماءٌ شعبويّون يتقدّمهم باسيل نفسه. وهي، في فعلها هذا، تتسبّب باعتداءات مباشرة وترويع للأفراد السوريّين ولمؤسّساتهم المتواضعة".
ونوّه البيان إلى دور بعض البلديّات اللبنانية التي تحولت إلى مسرح لهذه الحملة المترافقة مع إجراءات سياسيّة وإداريّة وأمنيّة تمارسها أجهزة الدولة اللبنانيّة ممّا لا يمكن وصفه بغير التعسّف والإذلال المتعمّد، وذلك لتحويل إقامة اللاجئين في لبنان إلى جحيم لا يُطاق، وما وقائع حرق بعض المخيّمات أو هدمها وتوقيف لاجئين وتسليمهم عبر الحدود إلى النظام السوريّ -حسب البيان- إلاّ دليل إضافيّ على سياسة ممنهجة ومتصاعدة قد تغدو عمليّات "طرد جماعيّ" تستكمل سياسة "التطهير السكّانيّ" في سوريّا نفسها.
ودعا المثقفون اللبنانيون في بيانهم إلى مواجهة هذه الحملة ومقاومتها بكل الوسائل المدنيّة المتاحة والمشروعة، "بما في ذلك رفع الدعاوى أمام القضاء وحضّ المحامين ومنظّمات حقوق الإنسان على التحرّك لوقف الحملات التي تستهدف السوريّين في لبنان، مع التأكيد على ضرورة التقيّد بالقوانين التي تجرّم العنصريّة. ذاك أنّ القيم التي نزعم النطق بلسانها والتعبير عنها مُهدَّدة في وجودها ذاته، فضلاً عن مصداقيّة زعمنا لها. وهذا ما يستحقّ أن نقاتل لأجله".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية