أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هيئة التفاوض تكشف عن توافق دولي لتشكيل مجموعة دولية "تضم جميع الأطراف الفاعلة"

أكد "البحرة" أن مرجعية المعارضة هي قرار مجلس الأمن رقم 2118 - زمان الوصل

بعد سنين الثورة العجاف التي كانت شواهدها روائح الموت والبارود، ومناظر البراميل والأشلاء المتناثرة في كل مكان، لا ينفك سؤال يلازم السوريين في حلهم وترحالهم، إلى متى سيستمر تدفق نهر الدم على مرأى العالم الذي أصبح يمر مرور الكرام على نشرات الأخبار دون أن تهتز ضمائره لأنين الأطفال وصرخات الثكالى.

"فوق الموت عصة قبر" لسان حال السوريين، فلا مستجير يغيث دعوات نجدتهم، ولا حتى مستعطف مع قضيتهم، رغم أن عشرات المسميات قامت على اسمهم لكنها وبقدرة "قادر" اختفت ولم يعد يسمع لها صوت، كـ"الدول الصديقة للشعب السوري"، وغيرها من المجالس والأحلاف التي عجزت حتى عن تقديم مساعدات تلبي الحد الأدنى من مستلزمات اللاجئين في مخيمات الذل دول الجوار السوري.

ومع كل ما جرى ويجري ما زالت "الهيئة العليا للمفاوضات" تصر على أنها قادرة على إحداث "التغيير المنشود"، والوصول إلى نتائج ترضى الثائرين وتحقق تطلعات الشعب السوري، رغم الخسائر الفادحة والمتوالية على الأرض وتقهقر أحلاف الداعمين والمؤيدين للثورة من دول كبرى وإقليمية.

وفي لقاء لـ"الهيئة" جمعها مع الجالية السورية بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم الاثنين، أكد ممثلوها على أهمية "العملية السياسية"، فالثورة ليست فقط "معارك عسكرية"، كما قال عضو هيئة التفاوض "هادي البحرة" في معرض رده على سؤال لـ"زمان الوصل"، حمل استفسار عن الأوراق التي تملكها المعارضة تجعلها قادرة على تشكيل جبهة دولية جديدة وتحريك العملية السياسية الراكدة والمقتصرة بكل الأحوال على "اللجنة الدستورية".

 

*لسنا هيئة "تنازلية"

بيّن "البحرة" أن المفاوضات توقفت منذ شهور طويلة نتيجة موقف هيئة التفاوض الثابت وتصلب النظام ومراوغته، ولذلك تجري الآن علمية سياسية بين المعارضة والأمم المتحدة، مشيرا إلى أنهم قدموا رؤى وأوراقا ووثائق يستفاد منها في العملية التفاوضية مثل (ورقة المبادئ الـ12) التي تم تطويرها لتصبح ورقة دولية حاكمة لنص أي مسودة دستورية قادمة أو للعملية السياسية، وتحتوي على بندين هامين هما إعادة بناء الجيش والقوى الأمنية، حتى أن مؤتمر "سوتشي" تبناها.

وأكد على أن مرجعية المعارضة هي قرار مجلس الأمن رقم 2118، الذي يتضمن تبني بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254، مشددا على أنهم ليسوا هيئة "تنازلية".

وفي جديد الملف السياسي كشف عضو هيئة التفاوض "هادي البحرة"، عن العزم لإحداث مجموعة جديدة خاصة بالملف السوري تضم فعاليات "أستانة" و"المجموعة المصغرة" و"الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن"، وهي رؤية المبعوث الدولي "بيدرسون"، والذي رأى أن يحدث توافقا دوليا خصوصا بين الأطراف ذات العلاقة والمؤثرة التي تتكون منها هذه المجموعات، موضحا أن جميع الدول الكبرى والإقليمية أبدت موافقتها على تشكيل هذه المجموعة على ألا تحل أيا من "المجموعة المصغرة" أو "أستانة".

لقاء "المجموعة المصغرة" تضمن جدول أعمال وفد هيئة التفاوض برئاسة الدكتور "نصر الحريري" اجتماعا مع أعضاء "المجموعة المصغرة" في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الاثنين، جرى خلاله النقاش حول المسائل الميدانية والسياسية في الساحة السورية.

وقال عضو هيئة التفاوض الدكتور "ابراهيم الجباوي" إن الوفد قدم إحاطة حول الوضع الميداني، مركزا على العدوان الذي يشنه نظام الأسد بدعم جوي من قبل روسيا على الشمال الغربي السوري، والانتكاسة التي تصيب المهاجمين رغم استخدامهم كل صنوف الأسلحة بما فيها غاز الكلور، مشيرا إلى النتائج الكارثية لهذا العدوان على المدنيين.

وأضاف أن الوفد عبر عن صمود الثوار ومحاولات النظام من التهرب من العملية السياسية، وعرقلتها بدعم من روسيا، كما تطرق إلى التغلغل الإيراني في نسيج الحياة السورية بعد أن عاثت ميليشياتها فسادا وقتلا في الساحة السورية.

ولفت إلى أن وفد الهيئة طالب الدعم من دول المجموعة المصغرة بخصوص ما يحدث ميدانيا والوقوف بوجه التعنت الأسدي الروسي بخصوص العملية السياسية.

وأوضح "الجباوي" أن ممثلي "المجموعة المصغرة" أكدوا على تطابق وجهات النظر مع الهيئة مشددين على الدعم بخصوص الجوانب الإنسانية وعلى رأسها قضية المعتقلين ووضع اللاجئين السوريين في لبنان وما يحدث لهم.

وختم "الجباوي" تصريحه لـ"زمان الوصل" بالقول إن المجموعة المصغرة جددت دعمها للعملية السياسية وأنه لا حل عسكري للقضية السورية و"هذا ما يسعون لإيصاله للروس".

محمد الحمادي - باريس - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي