توشك الأوضاع العامة على الانفجار في الجنوب السوري، مؤذنة بمزيد من الأحداث الساخنة على ساحة المحافظة التي وصفت بأنها مهد الثورة السورية. احتقان المدنيين تجاه نظام الأسد يتضاعف في حين يواصل الأخير سياساته الأمنية القائمة على الاعتقال وتقطيع أوصال المدن والبلدات بالحواجز العسكرية، حسب ناشطين محليين.
وذكر "تجمع أحرار حوران" أن فرع أمن الدولة التابع لنظام الأسد، نشر أمس الأول، لوائح جديدة بأسماء مطلوبين من أبناء مدينة انخل بريف درعا الشمالي الغربي، مشيرا إلى أنها علقت على أبواب المساجد في المدينة، تتضمن تنبيها لهم بمراجعة مقر الفرع.
وأفاد التجمع بأن القائمة تحوي 70 اسما من أبناء مدينة "انخل"، العديد منهم ممن أجروا التسوية عقب سيطرة قوات الأسد على المدينة، ومن بينهم النقيب المنشق "عبدالحكيم العيد"، القيادي السابق في قوات "شباب السنة" الذي انضم لصفوف "الفيلق الخامس" التابع لروسيا، حيث يتواجد الآن في منطقة "سلمى" بريف اللاذقية.
وأوضح أن من "ضمن الأسماء الموجودة في قوائم المطلوبين لمراجعة فرع أمن الدولة، الصيدلاني (نجدت حمدي زعوقي)، الذي قضى إثر القصف المدفعي لقوات الأسد على مدينة "جاسم" في 31 تموزيوليو/ 2016، وكان قد اعتقلته قوات الأسد في إحدى فترات الثورة السورية، وله أخ طبيب قضى تحت التعذيب في أقبية نظام الأسد".
وبين التجمع أن "المهلة الثانية للمتخلّفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية والمنشقّين عن جيش الأسد في محافظة درعا شارفت على الانتهاء، في ظل حالة قلق وتوتر تسود المنطقة، تخوفًا من سوق الشباب من أبناء المحافظة للخدمة العسكرية.
في سياق متصل، قال التجمع إن "عناصر حاجزي الضاحية وسجنة في درعا يقومون بتبصيم الشباب على التعهد بمراجعة شعبة التجنيد خلال مدة أقصاها 7 أيام، حيث يبلغ عناصر الحاجزين المارّة بأنّ التأخير عن المدة المحددة يُعتبر الشاب فار من الخدمة في جيش الأسد".
من جهة ثانية، نشرت وكالة "آكي" الإيطالية تقريرا تناولت فيه الأوضاع الميدانية في درعا متوقعة انفجارها قريبا بسبب سياسات الأسد.
وقالت الوكالة إن "روسيا خفضت من تواجدها العسكري في المدينة وريفها، لأن الأجواء العامة توحي باحتمال انفجار الوضع أمنياً وعسكرياً من جديد، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية في المحافظة قد تساهم في عودة التوترات في المنطقة.
ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن التواجد الروسي العسكري "شبه معدوم"، مؤكدة أنه "يقتصر على حواجز ونقاط عبر ريف المحافظة، ولا يكاد يُرى". وأضافت أن "الطرفين، المعارضة والنظام، بحالة هدوء وترقب، وكل طرف لا يثق بالآخر إلى أبعد حد، ولا توجد حواجز أو نقاط تفتيش ومراقبة مشتركة، وكل طرف يتمترس في موقعه، وكأن الجميع في حالة تأهب واستعداد للعودة إلى المناوشات والعمليات القتالية كما كانت سابقاً".
وأكدت المصادر قدرة المعارضة السورية على "استرجاع قوتها إن عادت التوترات"، موضحة أن المعارضة "سلّمت في اتفاق "المصالحة" الذي رعته روسيا السلاح الثقيل فقط، بينما احتفظت بالسلاح المتوسط والخفيف، وهو ما يمنحها القدرة على النهوض من جديد في حالات الطوارئ".
ولفتت الوكالة إلى أن درعا شهدت اضطرابات وتظاهرات غير متوقعة بعد أن أعاد النظام نصب تمثال "حافظ الأسد"، في إشارة رمزية لإعادة نصب نفس التمثال الذي دمّره المتظاهرون في آذار/مارس عام 2011 في بدء الانتفاضة، التي تحوّلت إلى صدام مسلح واسع النطاق".
وقالت الوكالة إن "أهالي المدينة يعانون من صعوبات معيشية وغلاء كبير في أسعار السلع، في ظل استجرار الأردنيين لغالبية المحاصيل والمنتجات الزراعية البسيطة التي يُنتجها سكان المحافظة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية