أعلن الناشط السوري ورئيس مجلس مدينة حلب الحرة السابق "بريتا حاجي حسن" إضراباً عن الطعام في العاصمة الفرنسية باريس في التاسع من حزيران يونيو الجاري بسبب التخاذل الدولي أمام معاناة السوريين وبهدف توجيه رسالة لقادة العالم، لتحمّل مسؤولياتهم تجاه المدنيين في إدلب، ولكي يقوم العالم بواجباته ومسؤولياته تجاه الأطفال والنساء والرجال الذين يقتلون ليل نهار، وطالب "بريتا" في رسالته بتفعيل مبدأ العدالة ومنع الإفلات من العقاب عن الجرائم التي ارتكبها النظام وحلفائه ولا سيما استخدام السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، والتدخل المباشر والفوري لإنقاذ حياة المدنيين في إدلب من المحرقة طبقاً لمبدأ المسؤولية عن الحماية، ومنع النظام من الاستمرار بأعمال القصف والتدمير وارتكاب المجازر والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، داعياً دول العالم الحريصة على حقوق الإنسان إلى إسقاط خيم وأغطية ومعونات لوجستية ومواد غذائية عبر الطيران على المناطق المحاصرة والمنكوبة إنسانياً، وتفعيل الحل السياسي عبر مسار جنيف بعد أن ثبت ـ كما قال- أن مسار الأستانة قد أدى إلى مزيد من جرائم الحرب التي ارتكبها النظام وحليفاه الروسي الإيراني.
ويعاني "حاجي حسن" من نقص تروية في الدماغ وشبه شلل وصعوبة كبيرة في النطق، ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي وإدخاله إلى أحد المشافي الفرنسية.
ولفت حاجي حسن في تصريح لـ"زمان الوصل" إلى أن إضرابه عن الطعام يأتي كتكفير عن تقصيره الشديد أمام الأبطال الذين بقوا والحداد على شهداء الثورة الذين قدموا أرواحهم رخيصة على درب الحرية، ولكي يشعر أطفاله وعائلته --كما يقول — بمعاناة السوريين الذين يعيشون بين الأشجار بسبب القصف الهمجي الذي يقوم به تنظيم الأسد ويفتقرون لأدنى مقومات الحياة.
وأردف محدثنا أن "الكلمات تعجز عن وصف ما يحدث لشعب كل ذنبه طالب بحريته وكرامته وتآمر عليه الجميع ووضعهم من سيء لأسوأ على مرأى ومسمع الجميع فملايين المهجرين ومئات آلاف المعتقلين ومئات آلاف الشهداء والضحايا يتزايدون والمجرم يُدعم".
وروى حاج حسن أن موضوع الاضراب جديد وحديث في الآن ذاته وهو -بحسب قوله- نوع من أنواع جلد الذات والتعبير عن الشعور بالعجز والشلل تجاه ما يحدث في سوريا وسوء الأحوال على مختلف الصعد من قتل وتهجير وتدمير ممنهج.
ولفت المصدر إلى أن الإحصائيات الخاصة بالأمم المتحدة تؤكد أن 360 ألف شخص نزحوا إلى الحدود السورية التركية بينما العدد الحقيقي -كما يقول- أكثر من ذلك ويقارب الضعف -حسب إحصائيات الاستجابة السريعة- و56 مؤسسة ومركزاً طبياً تم مسحها عن الأرض و60 مؤسسة مجتمع مدني ما بين جمعيات ومكاتب إغاثية ومجالس محلية تم قصفها بشكل كامل، وكذلك مراكز الدفاع المدني واستشهاد عدد كبير من أبطالها، كما تم مسح حوالي 300 ألف منزل بشكل كامل عن الأرض، وهذا ما حدث خلال الهجمة البربرية الأخيرة فقط التي قادها النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون والمليشيات المقاتلة معهم، ويقف الجميع متفرجين ويتحدثون عن وقف تصعيد ونقاط المراقبة بينما هذه النقاط هي لمراقبة الطيران الروسي وطيران الأسد وهو يقصف المدنيين.
وتابع "حاجي حسين" أن كل ذلك ولّد في داخله إحساساً بالظلم والألم، منوها إلى أنه وجه رسالة لمنظمات المجتمع المدني وأحزاب سياسية وشخصيات مستقلة برلمانيين أوربيين ومسؤولين في الاتحاد الأوربي باللغات الانكليزية والفرنسية والعربية حث فيها المجتمع الدولي على تحمل مسؤلياته تجاه المأساة الاستثنائية التي يعيشها الشعب السوري والقيام بدور مشرف يرتقي إلى حجم المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية، وتفعيل الواجب الإنساني ومبدأ المسؤولية عن الحماية كما أقرتها قمة الأرض عام 2005.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية