لا شيء تغير في عقلية أبناء البعث وسلالاتهم التي تتوالد، وترى في نفسها صاحبة الحق في النجاح والتفوق مستخدمة في ذلك كل ما يمكن من وسائل الغش، وقد سنحت لها الفرصة مزدوجة ومفتوحة لممارسة كل ما يمكن من هذه الوسائل، وتراها من حقها وتمارسها على المكشوف دون رادع أخلاقي هي بالآساس لم تكن لتملكه.
ويبدو أن وسائل إعلام النظام هي أيضاً لم تعد تخجل من توصيف هؤلاء ولو بالنقد، ولكن ليس من باب الحقيقة التي تقول إنهم وصلوا إلى مراكز القرار بالاستلاب والغش.
وفي هذا الشأن نشر تلفزيون "الخبر" مادة بعنوان (لماذا يسافر طلاب_بكالوريا من دمشق لتقديم امتحاناتهم في ديرالزور؟)، وهذا ما فتح الباب للبعض لكي يدلي بما يعتمل في صدره من حنق على الطريقة التي يستولي فيها هؤلاء على الشهادات والنتائج.
وفي سياق المقال الذي جاء على صيغة تساؤل من بعض ناشطي مواقع التواصل : (لماذا يقصد بعض الطلاب محافظة دير الزور لتقديم امتحانات شهادة التعليم الثانوي؟ وخاصة أن هذا العام شهد عددا كبيرا من حالات انتقال الطلاب إلى المحافظة).
التساؤل أيضاً قاد إلى آخر عن الغاية من انتقال هؤلاء إلى دير الزور من دمشق بالرغم من تحسن وضعه الأمني لكن الوضع الخدمي لم بتحسن؟؟. واستدلت المقالة على رأي نشره أحد المهتمين بهذا الشأن وهو الدكتور "عبد الحميد عدنان" الذي أكد وجود تجاوزات كبيرة في أحد المراكز الامتحانية، وذكر اسم أحد الطلاب يعيش في دمشق ويتعلم بمدارسها وهو طالب نظامي في إحدى ثانوياتها، انتقل ليقدم امتحاناته بدير الزور.
ويروي الدكتور المذكور أيضاً حادثة حصلت في مركز "زكي الأرسوزي" بدمشق: (أول أمس وبامتحان مادة الفيزياء يتم إدخال ورقه امتحان نظامية مختومة وبها كل الأجوبه ويتم استبدال ورقته بكل وقاحه دون أن يعذب نفسه بكتابه اسمه).
بالطبع نفت تربية دمشق ما حصل، وأما بخصوص ما يجري من نقل لطلاب لدير الزور أكد ومدير تربية دير الزور وفق (الخبر): (الأوراق القانونية المطلوبة هي موافقة مديري تربية المحافظتين ولا مانع من المدرسة المراد الانتقال إليها فقط). اما التعليقات فقد فضحت العملية التعليمية والامتحانية التي يمارسها أبناء المسؤولين واليوم أبناء الشبيحة، وعلق أحدهم أن الأمر قديم ومعروف: (مثل ماكان يصير معنا من اكثر من عشرين سنه كان الطلاب يقيمون ويدرسون في دمشق ويقدمون امتحاناتهم باللاذقيه وطرطوس قال هنيك الجو صحي اكثر والهواء انقى...ههههههه).
السبب الذي رآه البعض أن الانتقال إلى دير الزور يؤمّن لهم مراكز تحت تصرفهم وبقوة السلطة: (لانو الكتب بتنفتح والنقل غير شكل وعلامات تامة)...فيما علق آخر بأن الغاية هي النجاح ومن ثم التطوع في الجيش: (اي بكرة بينجح وبيتطوع وبصير ضابط).
أما عن إمكانية ردع هؤلاء فهي غير ممكنة..علق أحدهم: (أبناء الأسياد ملكهم كل البلاد)...ورد عليه آخر: (أخي والله العلي العظيم سوف يتم الغش للمدعومين شو ما عملتوا وشو ما ساويتوا ..وما حدا عم يتبهدل غير الفقير وما خلفه دعم او ما معوا مصاري)، وكان الطلاب المدعومون من أبناء ضباط الجيش والمخابرات قبل ثورة السوريين يدرسون في العاصمة، وفي وقت الامتحانات يذهبون إلى اللاذقية وجبلة حيث يتم الغش بفتح الكتب الدراسية في قاعات الامتحان، ووصلت روايات عن وضعهم لأسلحتهم ومسدساتهم على مقاعد الامتحان...فكيف هي الحال الآن؟.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية