علمت "زمان الوصل" أن السلطات اللبنانية قامت بترحيل اللاجئ السوري "أحمد خالد الخلف ـ 49 عاما" من مدينة "القصير" قسريا من لبنان وسلمته مع اثنين سوريين آخرين لنظام الأسد عبر نقطة "المصنع" الحدودية.
وروى مقرب من اللاجئ السوري "أحمد خالد الخلف"، رفض ذكر أسمه لأسباب أمنية، أنه في الثالث من شهر رمضان الفائت الموافق 9 أيار مايو وعند الخامسة صباحا قامت عناصر تابعة للجيش اللبناني بمداهمة "مخيم الأبرار" للاجئين السوريين في منطقة "بر إلياس" في قضاء "زحلة"، واعتقلت معظم شباب ورجال المخيم البالغ تعداد خيمه 60 خيمة بذريعة انتهاء مدة إقامتهم.
وأكد في اتصال هاتفي مع "زمان الوصل" أن "الخلف" محتجز في "عدلية زحلة"، حسب آخر اتصال له مع زوجته، مشيرا إلى أن السلطات اللبنانية قد طلبت من زوجته مبلغ 400 ألف ليرة لبنانية لقاء غرامة مخالفته شروط الإقامة.
وحسب المصدر، فإن الزوجة دفعت بالفعل للجهة الأمنية ذات الصلة، وبدأت السلطات اللبنانية بإخلاء سراح جميع من احتجزتهم من شباب المخيم على دفعات بفواصل زمنية.
وأضاف أنه "كان من المفترض أن يتم إخلاء سبيل أحمد خلف أمس الأربعاء لكننا فوجئنا بعدم وصوله إلى عائلته في مخيم الأبرار في بر إلياس".
والمفاجأة الصاعقة لعائلة "أحمد" كانت عبر اتصال هاتفي منه يوم الخميس من رقم سوري، بعد تأمينه هاتفا من أحد المارة، فقال (أحمد) وهو يبكي، حسب ما نقل الشاهد "أنا الآن في الشارع قرب ساحة المرجة تحديدا.. لقد تم سجني هنا في سوريا ليلة الأربعاء ومن ثم أخذوني لأمثل أمام القاضية التي أمرت بإطلاق سراحي لقد منعني عناصر الدورية اللبنانية من استخدام هاتفي لأتصل بكم أثناء ترحيلهم لنا لنقطة المصنع الحدودية .. لقد كنا ثلاثة شبان سوريين تم تسليمنا إلى السلطات السورية… أنا خائف ولا أعلم ماذا سيحل بي ..أو أين سأمضي ليلتي القادمة .. أرجوكم أن تتواصلو معي على هذا الرقم .. إنه لشاب لا أعرفه .. لكنه وعدني أن يبقى برفقتي إلى أن أجد مأوى أبيت فيه".
ونوه المصدر إلى أنه لم يثبت على "أحمد" أي تهمة أو جنحة سوى انتهاء أوراق إقامته، وهو يعمل "نجار بيتون" من يوم لجأ إلى لبنان عام 2011 ومتزوج ولديه ثلاث بنات وولد.. ويعاني من مرض الربو وقصور كامل في إحدى كليتيه.
ووصف حالة عائلته بـ"المأسوية" إذ خيم الحزن والخوف على مصير "أحمد" الذي أصبح في مناطق سيطرة الأسد.
ويواجه اللاجئون السوريون في لبنان حملة عنصرية هي الأشد على مدى سنوات لجوئهم السبع، حملة يشنها مناصرو ميليشيا حزب الله وأنصار التيار العوني ممثلين بوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل والذين بدؤوا يضيقون وبشكل سافر وفعلي على الوجود السوري في لبنان، وإقفال محال السوريين التجارية وطرد لاجئين من مخيماتهم كما حصل بسكان مخيم "الكاريتاس" في "دير الأحمر" قبل أسبوع، بعد أيام من قرار "مجلس الدفاع الأعلى" القاضي بهدم الخيام البيتونية التي أنشأها لاجئون سوريون في أكثر من مخيم على امتداد المناطق اللبنانية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية