نال الصحفي السوري الشاب "روجيه أصفر" جائزة "سمير قصير لحرّية الصحافة" في فئة مقال الرأي عن مقاله "كابتن ماجد أو الأب القائد؟" الذي يركز على ضرورة تخطّي التعلّق بصورة الأبطال أياً كانوا لبناء مجتمع سوري ديمقراطي ومنفتح على التعدّدية.
وأصفر صحفي سوري مواليد 1983 حلب درس حتى الثانوية في مدرسة خاصة بحلب، ثم أكمل دراسته الجامعية في لبنان التي يعيش فيها على نحو متواصل منذ العام 2007 ليحصل على شهادة الليسانس في الفلسفة، والليسانس في اللاهوت، وحصل بعد ذلك على درجة الدبلوم في الإعلام، وعمل كباحث ومحرر في مؤسسة لبنانية.
وروى "أصفر" لـ"زمان الوصل" أن ما دفعه للمشاركة في المسابقة السنوية سببان رئيسيان أولهما من باب النقد الذاتي فمن الضروري ـ كما يقول- الإضاءة على أن العيش لسنوات طويلة في ظل نظام ديكتاتوري ساهم بتشكيل الجانب السلبي من ممارسات المعارضة بكافة أشكالها، والسبب الثاني -حسب قوله- سمعة الجائزة الممتازة في كل العالم العربي، واسم "سمير قصير" الذي شكل جزءاً أساسياً من وعينا السياسي.
وكشف "أصفر" أنه شارك قبل أشهر في التقديم لجائزة "سمير قصير"، وقرر بعد بعض التفكير اختيار آخر مقال له نُشر في جريدة "الحياة" بتاريخ 14 أيار مايو/2018.
ونوّه محدثنا إلى أنه فقد الأمل قبل أسبوع من تحديد المراحل النهائية حتى تلقى خبر الوصول إلى المراتب الثلاثة الأولى، مضيفاً أن مقال المرشح المصري "تامر أبو عرب" "القتل كإجراء احترازي" كان ممتازًا، وربما تفوق على المرشحين الآخرين الفلسطيني والسوري الثاني، وعلم لاحقًا أن النقاش بين أعضاء لجنة التحكيم لاختيار الفائز هذه السنة استغرق أطول مدة مقارنة بالسنوات الماضية.
وركز المقال -كما يقول كاتبه- على كيفية تربيتنا في سوريا على أن آل الأسد هم المثال والقدوة... لينتقل إلى ربط ذلك بسلوك الأجسام المعارضة السورية، وأبان الصحفي الشاب أن اختياره لموضوع المقال جاء من وحي ما خبره وسمعه عن ممارسات المعارضة السياسية وبعض منظمات المجتمع المدني السوري التي وإن كانت قامت ضد الأسد ونظامه إلا أن سلوكها مشابه لسلوكه.
وتابع: "دون الخوض في التفاصيل، يكفي القول أن أنماط السلطة والإدارة في الكثير من التيارات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني المعارض، تشبه تلك الأسدية البعثية".
وأضاف "أصفر" أن جيل الثمانينات والتسعينات نشأ على أن مثاله الأعلى في كثير من المرات هو حافظ ثم باسل فبشار الأسد دون أن يعوا متى وكيف فكان الديكتاتور مثالهم بدل أن يكون شخصية كرتونية كما يليق ويُنتظر من أطفال. وكما جاء في المقال الفائز فـ"الأسد، الأب والأبناء، كانوا أبطالنا، ويبدو أنهم سيبقون -على كره وإنكار منا- أبطالنا حتى يأتي يوم يخرج فيه الشبل الذي في داخلنا فنصبح حينها، وحينها فقط أحرارا من ثقل بطولاتنا".
ويطمح الطالب في معهد الدراسات الإسلاميّة -المسيحيّة في جامعة "القدّيس يوسف" في بيروت لوجود منصات صحفية سورية وعربية أو حتى أجنبية، رصينة، تهتم بالمحتوى العربي، غير محسوبة على جهة سياسية بعينها، وتحترم حقوق الصحفيين والإعلاميين لتشمل نقطة جذب، ومحل عمل لهم، ولو كانت تملك موقفًا سياسيًا.
وكان قد تقدّم للمشاركة في الجائزة التي يمولها الاتحاد الأوروبي ما يزيد على 232 مقالاً وتقريرا تمّ تقييمها من قبل أعضاء لجنة التحكيم وفقً المعايير لجمال الأسلوب والصورة والتقنية الصحفية وأهمية الموضوع.
وتُكرِّم هذه الجائزة التي تُنَظّم سنوياً منذ عام 2006 الصحافي اللبناني "سمير قصير" الذي اغتيل في 2 حزيران يوينو/2005 في بيروت، وهي مفتوحة أمام صحافيي الإعلام المكتوب (عاملين في الصحافة اليوميّة والأسبوعيّة والشهريّة المطبوعة أو الإلكترونيّة) والإعلام المرئي والمسموع (عاملين في محطات تلفزيون وشركات إنتاج أو قنوات تلفزيونيّة على شبكة الإنترنت.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية