تواصل أجهزة النظام الأمنية شنها لعمليات الدهم والاعتقال بحق أبناء مدينة "الرحيبة" بمنطقة "القلمون" الشرقي، بريف "دمشق"، حيث اعتقلت عدداً من أبنائها بينهم عائدون حديثاً من الشمال السوري.
وقال الناشط الإعلامي "وسام عبد النور" لـ"زمان الوصل" إن جهاز "المخابرات الجوية" قام خلال الأسبوعين الماضيين بتنفيذ العديد من حملات الدهم والاعتقال في مدينة "الرحيبة"، الأمر الذي أسفر عن اعتقال 10 أشخاص، بينهم سيدّة أُحيلت على الفور إلى فرع المهام الخاصة التابع لجهاز "المخابرات الجوية" في العاصمة "دمشق" وذلك بتهمة التواصل مع أقاربها في الشمال السوري المحرر.
وأضاف "طالت الاعتقالات كذلك أحد الشباب -المنشقين عن النظام- العائدين من منطقة (غصن الزيتون) في الشمال السوري، حيث جرى اعتقاله من على كرسي الحلاقة دون معرفة مصيره حتى الآن، علماً بأنه التحق مجدداً بالخدمة الإلزامية عقب عودته قبل نحو ثلاثة أشهر برفقة شابين آخرين بالتنسيق مع ضابط عسكري لدى النظام".
وأوضح أنه تمّ اعتقال أحد المجندين الذين قاموا بتسوية وضعهم الأمني بموجب اتفاق المصالحة الذي شهدته المنطقة قبل نحو عام من الآن، إذ جرى توقيفه على أحد الحواجز المتواجدة في ريف "دمشق"، أثناء ذهابه إلى قطعته العسكرية في "الحسكة"، دون معرفة معلومات أخرى عن مصيره أو مكان احتجازه حتى اللحظة.
*وسطاء
بدوره أشار "أبو محمد" وهو مهجّر من أبناء مدينة "الرحيبة" في منطقة "عفرين"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إلى أن النظام يحاول بين الحين والآخر إيهام أبناء (الرحيبة) المهجّرين قسراً في الشمال السوري بوجود ضمانات أمنية تُمنح لهم وتبعدهم عن شبح الاعتقال أو المساءلة القانونية في حال قرروا العودة إلى منطقة "القلمون".
وأضاف قائلاً "في الوقت الذي قامت فيه المذيعة (كنانة حويجة) خلال الأشهر الماضية بالتواصل مراراً مع بعض القادة العسكريين في الشمال السوري لبحث مسألة عودة أبناء مدينة (الرحيبة) وقوبلت جميع محاولاتها بالرفض، لجأ النظام إلى أسلوب آخر يقوم على استدراج المهجّرين بصورة فردية عبر وسطاء عسكريين يتبعون له، والأمر لا يخلو من دفع رشى مالية".
ونوّه "أبو محمد" إلى أن النظام يعلم بتحركات كافة العائدين إلى مناطقه، إلا أنه يتركهم لبعض الوقت دون أي مساءلة أو ملاحقة أمنية في محاولةٍ منه للتأثير على بقية المهجّرين وجرهم إلى العودة، ليقوم في نهاية المطاف باعتقالهم وأخذهم إلى المعتقلات للتحقيق معهم/ حسب تعبيره.
ولم يعد الحديث عن حوادث الاعتقال –حسب عبد النور- يثير اهتمام شريحةٍ واسعة من أبناء مدينة "الرحيبة"، وقد تمضي أيام عديدة دون معرفة الأهالي بأسماء المعتقلين، ذلك أن المدينة تخضع لإجراءات أمنية مشددة مثل: الدوريات التي تجريها أفرع النظام (الأمن العسكري، المخابرات الجوية) بشكلٍ شبه دائم في مدن وبلدات منطقة "القلمون" الشرقي، وأجهزة التنصت "راشدات" التي ثبتتها قوات النظام في أنحاء متفرقة فيها من أجل التجسس على الاتصالات التي يجريها أبناء المنطقة.
أمّا بالنسبة لـ"أبو محمد" فإن سبب عدم اهتمام أبناء "الرحيبة" بحوادث الاعتقال لا يرجع إلى المخاوف الأمنية فحسب، بل لأن غالبيتهم اختار الوقوف إلى صف النظام وسمح لأبنائه بالذهاب إلى الخدمة الإلزامية بدلاً من مغادرة المنطقة، لهذا ليس غريباً أن ترى شباب "الرحيبة" وغيرها من مدن وبلدات ريف "دمشق" يشاركون بالقتال في صفوف قوات النظام التي تخوض معاركها حالياً على جبهات "إدلب" وريف "حماة".
كانت قوات النظام سيطرت في شهر نيسان/ إبريل من العام الماضي، على كامل مدن وبلدات منطقة "القلمون" الشرقي وهي: (الرحيبة، الضمير، جيرود، الناصرية)، عقب اتفاق جرى التوصل إليه برعاية "روسية" مع فصائل "المقاومة" العاملة فيها، وقضى حينئذٍ بتهجير المقاتلين وآلاف المدنيين الرافضين لبنود "المصالحة" مع النظام إلى الشمال السوري.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية