شيع آلاف السوريين اليوم الأحد، بلبل الثورة وحارسها "عبد الباسط الساروت"، الذي وارى جثمانه الثرى في بلدة "الدانا" بريف إدلب.
وكان "الساروت" فارق الحياة يوم أمس متأثرا بجراح أصيب خلال المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي بين فصائل المقاومة وميليشيات الأسد.
وأفاد مراسل "زمان الوصل" بأن جثمان الشهيد "عبد الباسط الساروت" دخل من معبر "الريحانية" التركي الى معبر "باب الهوى" الحدودي في تمام الساعة 11 قبل الظهر، حيث تجمع عشرات الناشطين وإدارة المعبر بالاضافة لوالدته وأقاربه.
وأوضح أنه وفور استلام الجثمان وإدخاله للمعبر السوري قامت والدته بإطلاق الزغاريد كما أوصى في هتافاته بالمظاهرات "وإن جيتك يما شهيد زاغردي زاغردي".
وأضاف: "بعد وداع أمه وأقربائه لجثمان الشهيد تم نقله إلى مدخل معبر "باب الهوى" الحدودي حيث تجمهر آلاف المدنيين من جميع أنحاء سوريا عند بوابة المعبر واستقبلوا جثمان الشهيد بهتافات الثورة وأناشيد (جنة جنة جنة جنة يا وطنا) يرددها الصغار والكبار معاً".
وأضاف مراسلنا أن موكب التشييع المؤلف من عشرات السيارات انطلق من بوابة المعبر مروراً ببلدة "سرمدا"، وقد خرج أهالي البلدة إلى الشارع الرئيسي يهتفون للثورة والشهيد وسط زغاريد النساء من على جانبي الطريق.
ووصل موكب التشييع إلى مسجد "عباد الرحمن" في بلدة "الدانا" قبل أذان الظهر بقليل، وكان في انتظار جثمان الشهيد عشرات المدنيين على جانبي الطريق وداخل المسجد واستقبلوه بالهتافات والشعارات والعبارات الثورية.
وقال مراسل "زمان الوصل" الذي رافق جثمان الشهيد من الحدود إلى مثواه الأخير: "هنا تقدم إمام المسجد ورفع أذان الظهر وسط تكبيرات المشيعيين خارج المسجد وتم ادخال جثمان الشهيد لأداء صلاة الظهر وبعدها مباشرة صلاة الجنازة في المسجد".
وأردف: "بعد الصلاة على الشهيد بدأ بنقل جثمان الشهيد الى مثواه الأخير بمظاهرة حاشدة أبناء سوريا حيث قام منشد محافظة درعا بإطلاق الشعارات الثورية التي كان يرددها الشهيد الساروت خلال المظاهرات في مدينته حمص وفي مدينة إدلب ومعرة النعمان".
ولفت إلى أن الشهيد "الساروت" دفن في مقبرة بلدة "الدانا" الحدودية وسط مشاعر من الحزن والأسى لفقدان رمز من رموز الثورة اليتيمة كما كان يسميها.
وكان الساروت أصيب بجروح خطيرة إثر مشاركته في المعارك الدائرة بريف حماة الشمالي قبل يومين ونقل إثرها إلى تركيا حيث توفي.
وكانت مدن سورية عدة في المناطق المحررة شهدت مظاهرات مسائية أمس السبت تكريماً للساروت.
ويشغل الساروت قائدا للواء "حمص العدية" التابع لـ"جيش العزة" وهو مخطط عسكري ومقاتل ضمن صفوف العزة التابع للجيش السوري الحر، حيث انضم في كانون الثاني يناير/2018 إلى "جيش العزة" وشارك في العديد من المعارك إلى جانب مشاركته بمظاهرات سلمية وغيرها من النشاطات.
وخرج "الساروت" من مدينة حمص عام 2014 إلى ريف حمص الشمالي ثم إلى تركيا ليغادرها بعد فترة قصيرة ويعود إلى محافظة إدلب ليقود مظاهرات سلمية في مدنها وبلداتها.
ووقف ضد النظام السوري منذ بداية الثورة لينتقل في مرحلة ثانية إلى العمل العسكري ويؤسس كتيبة "شهداء البياضة" بعد ان خسر والده وأربعة من أشقائه والكثير من أقاربه.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية