أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فتش عن حلفاء الإمارارت والسعودية.. فض اعتصام الخرطوم يتسبب بمقتل 30 سودانيا

اقتحمت قوات الأمن مخيم الاعتصام في العاصمة أمس الأثنين - جيتي

اقتحمت قوات الأمن السودانية موقع اعتصام في وسط الخرطوم في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين وترددت أنباء عن مقتل 30 شخصا على الأقل في أسوأ أعمال عنف منذ الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير في نيسان ابريل.


ومن المرجح أن يؤجج قرار المجلس العسكري غضب قادة الاحتجاج الذين يطالبون بالإعداد للانتخابات خلال فترة انتقالية أطول بقيادة حكومة مدنية.


ويتعرض المجلس لضغط محلي وعالمي لتسليم السلطة للمدنيين.


وفي الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، اقتحمت قوات الأمن مخيم الاعتصام في العاصمة وقالت مجموعة من الأطباء مرتبطة بالمعارضة إن أكثر من 35 قتلوا، موضحة أنه في وقت سابق أن ما لا يقل عن 116 أصيبوا بجروح.


واتهم تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات، المجلس العسكري بالإشراف على "مجزرة" أثناء فض الاعتصام وهو اتهام ما نفاه المجلس.


وأبلغ المتحدث باسم المجلس الفريق شمس الدين كباشي رويترز بأن قوات الأمن استهدفت "متفلتين" فروا من موقع الاعتصام وأحدثوا فوضى.


وأعلن (إعلان قوى الحرية والتغيير)، وهو تحالف لجماعات المعارضة والاحتجاج في السودان، وقف كافة الاتصالات والمفاوضات مع المجلس العسكري.


وعرض المجلس العسكري الانتقالي، الذي تولى السلطة في نيسان ابريل بعد أن عزل الجيش البشير، السماح للمحتجين بتشكيل حكومة لإدارة البلاد لكنه يصر على الاحتفاظ بالسلطة خلال فترة انتقالية.


ويريد المتظاهرون أن يدير المدنيون الفترة الانتقالية وقيادة البلاد التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة إلى الديمقراطية.


وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة إن قوات الأمن طوقت مستشفى بالخرطوم وفتحت النار على مستشفى آخر خلال مطاردتها للمحتجين.


وقال تجمع المهنيين السودانيين وهو الجماعة الرئيسية المنظمة للاحتجاج إن المحتجين المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش يتعرضون "لمجزرة" في إطار محاولة لفض الاحتجاج.


وأثار إقدام قوات الأمن السوداني ردود أفعال دولية وعربية متنوعة، إذ عبرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي عن قلق عميق فيما أنحى البعض باللوم صراحة على الجيش.


وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "ما هو واضح لنا أن هناك استخداما مفرطا للقوة من جانب قوات الأمن ضد المدنيين".


بينما قال السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق إنه سمع إطلاق نار كثيف لأكثر من ساعة من مقر إقامته.
وكتب على حسابه على تويتر "لا مبرر لمثل هذا الهجوم. يجب أن يتوقف ذلك الآن".


وقالت السفارة الأمريكية "المسؤولية تقع على عاتق المجلس العسكري. المجلس العسكري لا يمكنه قيادة شعب السودان بشكل مسؤول".


وحث الاتحاد الأوروبي إلى المسارعة بنقل السلطة للمدنيين، ودعا إلى فتح تحقيق فوري بينما طالبت منظمة العفو الدولية بفرض عقوبات على المسؤولين عن العنف.


وحثّت قطر الأطراف السودانية على تغليب صوت الحكمة، داعية إلى الانخراط في حوار "صادق".


وعبرت لخارجية القطرية في بيان لها أمس عن "أسفها لقرار فض الاعتصام بالقوة، وممارسة قوات الأمن العنف ضدّ المتظاهرين السلميين العزّل من أبناء السودان".
وحذرت من أن "الأمر قد تكون له عواقب خطيرة على مسار التحول السلمي، وعلى النسيج الوطني السوداني".


وناشدت المجلس العسكري الانتقالي بأن "يوقف ممارسات قوات الأمن ضد المتظاهرين العزّل".

كما حثت على "تغليب صوت الحكمة، بالانخراط بشكل عاجل في حوار مفتوح وصادق وجامع، لكل أطياف المجتمع السوداني، ولا سيما الشباب الذين حياهم المجلس العسكري عند استلامه وأثنى على سلميتهم".


ودعت مصر إلى الهدوء وضبط النفس، وقالت الإمارات إنها تأمل في أن يسود الحوار في السودان.

 

* مخاوف من سيناريو مصر

وأظهرت لقطات تلفزيونية دخانا يتصاعد من خيام أحرقت فيما يبدو أثناء مداهمة قوات الأمن.


وقال مستخدمو الإنترنت إن الخدمة قطعت.


وفي الخرطوم، رشق محتجون قوات الأمن بالحجارة وسط دوي إطلاق مكثف للنيران. وأظهر تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي أحد المحتجين يسقط على الأرض ويصرخ من الألم بعد إصابته بذخيرة حية فيما يبدو.


ورأى شاهد من رويترز القوات وبينها قوات مكافحة الشغب وأفراد من قوة الدعم السريع وهي تلوح بعصي في وسط الخرطوم والطرق القريبة في محاولة لمنع الناس من الوصول لمكان الاحتجاج.


وقوات الدعم السريع قوة شبه عسكرية يقودها نائب رئيس المجلس العسكري الفريق ركن محمد حمدان دقلو الذي يشتهر بلقب حميدتي وهو حليف مقرب من الإمارات العربية والسعودية وأرسل قوات للانضمام لتحالف يقودانه في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن.


وتحرص الإمارات والسعودية على اجتثاث الإسلاميين الذين هيمنوا على السودان في عهد البشير الذي استمر حكمه 30 عاما.


وأثار دور الجيش في الإطاحة بالبشير مخاوف بين السودانيين من أن بلادهم قد تتبع مسارا مشابها لما حدث في مصر بعد انتفاضة عام 2011 حيث أشرف المجلس العسكري على فترة تحول مضطربة اتسمت بالعنف أحيانا قبل أن يقود عبد الفتاح السيسي قائد الجيش عملية عزل محمد مرسي،أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة، إثر احتجاجات حاشدة.

زمان الوصل - رصد
(143)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي