ليس كل ما تتناقله الوكالات -حتى ولو كانت معروفة- خبرا صحيحا، وليس كل وعد –حتى لو قطعته دول كبرى- ناجزا.. يمكننا أن نخرج بهذه النتيجة مباشرة ونحن نقرأ عن الوضع الذي آل إليه مجموعة من متطوعي "الخوذ البيضاء" وعائلاتهم، سبق لكندا أن ملأت الدنيا ضجيجا بسعيها لاستقبالهم ومنحهم حق اللجوء على أراضيها.
خفايا القصة سردتها "جلوبال أند ميل" الكندية في تقرير نشرته قبل ساعات وتولت "زمان الوصل" ترجمته، وورد فيه أن 10 أفراد من "الخوذ البيضاء" وعائلاتهم مازالوا يعيشون في مخيم للاجئين في الصحراء الأردنية، حيث تم تجميد طلبات لجوئهم إلى كندا بسبب المخاوف الأمنية، رغم مرور عام تقريبا على إطلاق الحكومة الكندية وعودها بشأن استقبالهم.
هؤلاء المجمدة ملفاتهم حاليا، كانوا من 422 متطوعا اضطروا لمغادرة الجنوب السوري إثر سيطرة الروس ونظام الأسد عليه صيف العام الماضي، لأن بقاءهم يعني اعتقالهم وقتلهم باعتبارهم منظمة إرهابية في عرف النظام.
يومها تحركت الحكومة الكندية بمن فيها وزيرة الخارجية "كريستيان فريلاند" في سبيل ضمان خروج طواقم "الخوذ البيضاء" من الجنوب إلى الأردن، في خطوة دونتها "أوتاو" ضمن انتصاراتها الدبلوماسية، لكن الحال يبدو مختلفا اليوم كثيرا، حيث إن "فريلاند" نفسها تخوض معركة أخرى، في محاولة لإيجاد حل ينهي وضع المتطوعين العشرة وعائلاتهم ممن لا يزالوا قابعين في مخيم الأزرق بالأردن.
وفي وقت استقبلت كل من ألمانيا وبريطانيا حصتها المتفق عليها من بين المتطوعين الـ422، فقد أعادت كندا توطين 117 منهم خلال العام الماضي، وبقيت 10 أسر ( تناهز 42 شخصا) في مخيم الأزرق، بانتظار المجهول.
مصادر مطلعة على الملف أكدت أن الحكومة الكندية رفضت العائلات العشرة بسبب مخاوف أمنية لمسها مسؤولون كنديون سافروا إلى الأردن لإجراء مقابلات مع المتطوعين العشرة وأسرهم، ما دفع "أوتاوا" لرفضهم ومحاولة البحث عن بلد آخر يستقبلهم.
وفيما تتحفظ الوزيرة "فريلاند" على من يقول بأن ملفات هؤلاء المتطوعين تم رفضها، فإنها تقر من جهة أخرى أن هناك "دول شريكة جميع أنحاء العالم قد أصبحت على دراية بحالة الخوذ البيض، وتعاطفوا مع هذا الموقف. لذلك، نحن نعمل أيضا مع دول أخرى مهتمة بالمشاركة في هذا الجهد".
وقال مصدر مطلع على الوضع في حالتين من الحالات العشر على الأقل، إن هناك عائلات مُنعت من الدخول إلى كندا لأن محققي الهجرة عثروا على صور لأفراد مسلحين على الهواتف الجوالة لهم، وهو أمر لا يبدو في النهاية غريبا قياسا على وجود "الخوذ البيضاء" في منطقة حرب.
وفيما يظهر الأردن سخطا على تأخر البت بملف هؤلاء المتطوعين، تشدد "فريلاند" على أنها لا تستطيع الخوض في تفاصيل الملفات المجمدة، ولا حتى الكشف عن العدد الدقيق لأفراد "الخوذ البيضاء" ممن ما زالوا عالقين في الأردن.
وقال الأردن مرارا أنه قبل بإدخال متطوعي "الخوذ البيضاء" لأن دولا عدة تعهدت باستقبالهم، ولم يكن ليقبل بإدخالهم لو علم أن هناك منهم من سيبقى في البلاد.
الوزيرة "فريلاند"التي ترفض اليوم إعطاء تفاصيل عن ملفات "الخوذ البيضاء" المجمدة، هي نفسها التي سبق أن ألقت خطابا حماسيا أمام تجمع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، تبنى قضية "الخوذ البيضاء" في الجنوب"، وساهم في حشد الدعم لمهمة "إنقاذهم".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية