بدأت سرية الهندسة التابعة لقوات "الشهيد أحمد العبدو"، إحدى فصائل المقاومة السورية العاملة في منطقة الـ"55"، منذ يوم أمس الثلاثاء، بتنفيذ تحصينات احترازية داخل منطقة مخيم "الركبان" الواقع على الحدود "السورية- الأردنية".
وقال "سعيد سيف" المتحدث الرسمي باسم "قوات الشهيد أحمد العبدو" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن عمليات التحصين القائمة حالياً في منطقة مخيم "الركبان" جاءت بعد تنسيق مشترك فيما بين فصائل المقاومة العاملة في منطقة الـ"55"، من أجل توفير مزيدٍ من الحماية والأمن لمنطقة المخيم.
وأضاف "تقوم الإجراءات الجديدة على قيام الآليات/ الجرافات التابعة لوحدات الهندسة في (قوات أحمد العبدو) على هدم المنازل الطينية الفارغة التي غادرها أصحابها مؤخراً باتجاه بلداتهم وقراهم التي يسيطر عليها النظام في ريف (حمص) الشرقي، في حين بلغ عدد المنازل التي أزيلت حتى الآن 200 منزل طيني والعمل مستمر لإزالة جميع المنازل الطينية الفارغة داخل منطقة الحرم الحدودي". حسب تعبيره
وأرجع السبب وراء هدم تلك البيوت إلى تأمين المنطقة الممتدة على طول الساتر الحدودي مع المملكة "الأردنية" من جهة الجنوب الغربي لمخيم "الركبان" من ناحية، ولكونها أصبحت موحشة ليلاً ولمنع استغلالها من قبل أي خلايا لتنظيم "الدولة الإسلامية" التي أخذت تنشط قريباً من المنطقة من ناحيةٍ أخرى.
ووفقاً لما أشار إليه "سيف" فإن "قوات أحمد العبدو" حفرت خندقاً بعمق متر ونصف المتر ورفعت ساتراً ترابياً بارتفاع مترين حول النقطة الطبية المتواجدة في مخيم "الركبان"، وذلك بهدف منع دخول أو تسلل "مجموعات إرهابية" إلى داخل النقطة الطبية.
واستدرك قائلاً "جرى تخصيص مخرج ومدخل واحد للنقطة الطبية كما سيقوم الفصيل بفرز وتسيير دوريات حراسة منتظمة لمراقبة حركة الدخول والخروج من وإلى النقطة الطبية".
وتشهد منطقة مخيم "الركبان" في الفترة الأخيرة حركة مغادرة طوعية لمئات العائلات التي تعيش فيه نحو مناطق سيطرة النظام، وكان آخرها خروج دفعة تقدّر بـ 200 شخص، بتاريخ التاسع عشر من شهر مايو/ أيار الحالي، هرباً من الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام و"روسيا" على قاطني المخيم منذ قرابة العام.
وكشف تقرير صدر حديثاً عن هيئة "الأمم المتحدة" عن مغادرة أكثر من 13 ألف نازح من قاطني منطقة مخيم "الركبان" الحدودية بين الأردن وسوريا، وذلك في الفترة الممتدة بين 24 مارس (آذار) الماضي، حتى يوم 23 مايو (أيار) الجاري، وهم يمثلون 16 مجموعة، تمّ نقلهم إلى ملاجئ تخضع لسيطرة قوات النظام في محافظة "حمص".
وبحسب التقرير ذاته لا يزال يقطن في مخيم "الركبان" بعد مغادرة الأعداد المشار إليها، نحو 29 ألف شخص، يعانون أوضاعاً إنسانية ومعيشية قاسية للغاية، بالتزامن مع ازدياد ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وتناقص الطعام الذي وصفه التقرير بأنه أصبح أكثر ندرة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية