تداولت صفحات ومواقع إلكترونية موالية لنظام الأسد أمس الثلاثاء صورة عن قرار صادر عن معاون وزير السياحة "غياث الفراح" يقضي بمنع توزيع المشروبات الكحولية داخل المطاعم والمنشآت السياحية في ليلة القدر.
وجاء في القرار المختوم والموقع أصولا: "تغلق الحانات والملاهي في ليلة المولد النبوي الشريف وليلة 27 رجب وليلة منتصف شعبان وليلة 27 رمضان من كل سنة".
وأكد القرار في فقرته الثانية: " نأمل الإطلاع والتعميم على أصحاب المنشآت السياحية بعدم تقديم المشروبات الكحولية والبرامج الفنية في المنشآت السياحية ليلة 27 رمضان تحت طائلة اتخاذ الإجراء القانوي في حال المخالفة".
وغير بعيد عن قرار وزارة السياحة الذي هدف مصدروه إيصال رسالة اجتماعية وأخلاقية "مبطنة" لمن بقي من الشعب السوري في الداخل مفادها إظهار "غيرة" هذه الوزارة وغيرها من الوزارات والمؤسسات التي يقودها نظام الأسد على قداسة ورمزية هذه المناسبات الدينية، والعمل على إظهار النظام بمظهر "القديس" الذي يرشح زيتاً وفضيلة من حيث استنفاره الأخلاقي لحماية هذه المناسبات ذات الرمزية الدينية و"تحفزه" المتواصل كي لا يعكر صفوها "نزوة سكير"، أو "هفوة ثمل" متسكع بين الحانات والبارات، غير بعيد عن هذا القرار الذي نعته ناشطون "بالقرار المدعشن"، وفي الأمس القريب كان رأس النظام بشار الأسد يحاضر في "العلمانية" أمام أبواقه من رجالات الدين المزعومين، وذلك في كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح مركز "شام الإسلامي الدولي" في 20 الجاري.
وقال رأس النظام أمام جوقته من رجالات الدين الذين تم ترويضهم على مدى تسع سنوات من عمر الدم والألم السوري العلمانية هي ممارسة، لا يوجد عقيدة علمانية، ولايوجد علاقة بين العلمانية وبين التدين".
نحن في الدولة عندما يأتينا أي شخص لإجراء معاملة لا نسأله ما هو دينك ولا ما هي طائفتك، لاعلاقة لنا بهذا الموضوع.
وأضاف "أتت هذه الحرب لكي نميز بين العلمانية المؤمنة والعلمانية الملحدة"، "نافياً" اتهام نظامه بجرائم هدم المساجد على امتداد المحافظات السورية: "تذكرون أنه كلما كان هناك رصاصة أو قذيفة تصيب مسجدا كانوا يقولون إن الدولة تتقصد فعل هذا الشيئ لأنها تريد أن تضرب الإسلام ورموز الإسلام، وتذكرون بأن هناك أشخاص وضعوا صورة الرئيس في الشارع وكانوا يصلون ويركعون للرئيس، وتم تسويق هذه الفكرة بسهولة بأن الدولة علمانية وملحدة وضد الدين وضد كل من هو متدين".
وما بين قرار وزارة السياحة، الذي سخر منه ناشطون ووصفوه "بالقرار الداعشي" وحديث رأس النظام عن العلمانية والحريات، ثمة فسحة إلكترونية لتبادل التعليقات وتراشق التحليلات الفيسبوكية التي قد تطول.
تعليقات وتحليلات تبدو لقارئها حالة انقسام وخصومة "عادية" اشتعلت بين مؤيد ومعارض لقرارعابر للبيروقراطية وتنتهي.
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية