صوب كاتب درامي سوري سهام هجومه الحادة نحو زميل له من نفس ميدانه وطائفته، متهما هذا الزميل بمحاولة النيل من "عقائد العلويين وطقوسهم"، والتحريض عليهم وترويج الشائعات والتصورات الخاطئة عنهم، لا بل وحتى تأكيد "فتى ابن تيمية" التي تقضي بـ"كفرهم".
فقد شن الكاتب "قمر الزمان علوش" غارة على زميله السيناريست "سامر رضوان" على خلفية مسلسل الأخير "دقيقة صمت"، الذي لم تهدأ عاصفة انتقادات موالي النظام بحقه، كونه يعري النظام المخابراتي المافيوي الفاسد في سوريا.
ورغم كل ما كتب في الهجوم على "سامر رضوان" ومسلسله "دقيقة صمت"، فإن كلام "علوش" يأخذ صدى أبعد لما يحمله من دلالات كثيرة، تكشف عن طبيعة العلاقات بين أبناء المهنة الواحدة والطائفة الواحدة عندما يتعلق الأمر بالتعدي على "المقدسات"، المتمثلة في النهاية بآل الأسد.
"علوش" كتب وصلته الهجومية تحت عنوان:" دقيقة صمت.. ترجمة درامية لفتوى ابن تيمية بتكفير العلويين، مفتتحا: "جميع المشاركين في المسلسل مختلو العقول ماعدا مخرج العمل.. فشوقي الماجري تونسي من أصول إسلامية متشددة، وهو يدرك جيدا رسالة العمل المرسومة بحرفية للنيل من عقائد العلويين وطقوسهم. يشاركه في ذلك كاتب العمل سامر رضوان الذي كنت أكن له احتراما خاصا".
ونبّه "علوش" إلى أنه "هذه ليست المرة اﻻولى التي يتسلل فيها عمل درامي إلى الشاشة التلفزيونية للتحريض على تلك الفئة من الناس وتصويرهم كهنود حمر أو شاذين عن البشرية العاقلة.. فقد سبق للكاتب حازم سليمان أن كتب في مسلسل آخر مماثل: إن هذه الفئة من الناس تحمل من الحقد مايكفي لتدمير العالم!!".
ورأى "علوش" أن "الفكر التكفيري اﻹرهابي ليس حكرا على حملة السلاح وحسب.. فقد يكون المحمول هنا كاميرا تلفزيونية، مستنكرا ما سماه "تهاون السلطات السياسية والرقابية" مع أعمال تحاول "تهشيم مكون اجتماعي سوري هام وتسعى إلى مسخه واستئصاله من المنطقة كاستطالة سرطانية مؤذية".
وأفاد "علوش" أن هذا "التهاون" هو الذي "سمح ﻷصحاب هذا المشروع بالتجرؤ على مجموعة بشرية مبدعة وتجريمها بالشائعات والتصورات الخاطئة، في غياب كامل للضمير تجاه أناس قدموا الغالي والرخيص دفاعا عن وطنهم وأصبحت خلاله اﻷسر المنكوبة بخمس أو ست أخوة شهداء ظاهرة عامة.
واعتبر "علوش" أن مسلسل "دقيقة صمت" ما هو إلا حلقة في مخططات استخبارات الدول التي وضعت ملف الطائفة العلوية على الطاولة، وجعلته شغلها الشاغل واستهدفته بـ"الخطط والمشاريع المعادية".
وقال "علوش" إن لديه من التجربة والوثائق ما يثبت حقيقة استهداف العلويين، وقد تحدث عن ذلك قبل سنوات، لكن أحدا لم يكترث له، واعدا بأن يكشف ما لديه في حالة واحدة وهي أن يعمد بشار الأسد (سماه "السيد الرئيس المعني بقضايا جميع أطياف الشعب السوري") أمرا بتشكيل "لجنة قضائية خاصة للتحقيق" في الأمر.
اللافت أن هجوم "علوش" على زميله "سامر رضوان" وتخوينه بل وإلصاق صورته بشخصية تاريخية يكن لها معظم العلويون ما يكنون.. اللافت أن هذا الهجوم سرى كالنار في الهشيم وتناقله أناس بارزون في الطائفة، وفي مقدمتهم –وللمفارقة- اللواء المخابراتي "بهجت سليمان" الذي استشهد بكلام "علوش" ومنحه شارة القبول، رغم أن "سليمان" نفسه هاجم قبل أشهر قليلة "قمر الزمان علوش" لأنه "علوش" كتب متهكما على "مقاومة 50 عاما" أفضت إلى "20 مليون جائع" مقابل "20 شخصا يملكون سوريا".
ويعد "علوش" من المغالين في تبجيل حافظ الأسد، حيث بدأ –أي علوش- مسيرته بمقال نشر له في مجلة "جيش الشعب"، يشيد فيه بـ"حرب تشرين" التي قادها حافظ، وعندما مات الأخير نعاه بمقالة مدوية عنوانها: "بكل التبجيل وداعا.. وداعا لليد التي لم تصافح أبدا إسرائيليا".
كاتب من عظام رقبة "حافظ" يثير عش الدبابير بكلام عن مقاومة عقود خلفت 20 مليون جائع مقابل 20 حرامي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية