"كرزة" قناة لتعليم الأطفال العربية بطريقة علمية جذابة على "يوتيوب"

تأسست قناة "كرزة" منذ أكثر من سنتين ونصف بهدف تقديم محتوى ترفيهي وتعليمي هادف، ولتلبية تطلعات الآباء والأمهات وآمالهم في إيجاد أغانٍ ترفيهية موثوقة، ذات جودة عالية، تحبِّب الأطفال باللغة العربية، وتساعدهم على تعلمها بطريقة علمية ترفيهية جذابة، وبخاصة في ظروف الاغتراب واللجوء، وأنتجت القناة سلسلة "كرزة لغتي" لتعلّم حروف الأبجدية والتي تعرض في كل حلقة حرفاً من حروف الهجاء وسلاسل متعددة لتعليم الأشياء المجردة كالأشكال والأرقام والألوان، بالإضافة إلى أعمال شتى تعزز السلوكيات الإيجابية في حياة الأطفال دون سن الخامسة كالصدق والاعتذار ضمن قالب فني ممتع وأسلوب مشوق بعيداً عن الوعظ المباشر.

وحازت القناة مؤخراً على درع قناة "يوتيوب" بعد أن تجاوز متابعوها 100 ألف مشترك، وتسلّم الدرع مؤسس ومدير القناة "أبي سكر" برفقة الطفلتين "لين" و"صفية قشلان" المؤديتان لشخصيتي "كرزة" و"توتة" والطفل "هاشم الجعفري" المؤدي لشخصية "مشمش".

نشأ أبي في بيئة محافظة متدينة وفي كنف أسرة تعشق الأنغام والمقامات والأناشيد وتثمّن اللغة العربية بشكل كبير، وكان منذ صغره مولعاً بالصوتيات، وكل ما يتعلق بها ويلهو بأشرطة الكاسيت وآلات التسجيل، وهو لم يزلْ في الصف الرابع، وفي الصف الثامن أنجز أول ألبوم له على الكمبيوتر بالتقنيات البسيطة جداً التي كانت متوفرة آنذاك.

وروى "سكر" لـ"زمان الوصل" أنه كان يهوى أفلام الكرتون منذ نعومة أظفاره، ويتابع الأعمال التي ينتجها مركز "الزهرة"، وقادته الصدفة للتعرف على فريق قناة "سبيستون" وغنى أمامهم -كما يقول- مقطعاً من أغنية للأطفال فنالت إعجابهم وعرضوا عليه أن يعمل متدرباً ومن هنا كانت بدايته الحقيقية في مجال الصوت والإنتاج الفني بشكل عام".

بعد أن أنهى "أُبُي" البكالوريا ولم يسمح له مجموعه بدخول كلية كبيرة التحق بمعهد متوسط للطباعة والنشر، وسافر بعدها إلى أمريكا لدراسة "هندسة الصوت" في معهد "Los Angeles Recording School" في "هوليوود" لعدم وجود هذا الاختصاص في سوريا، وبعد تخرجه عاد إلى سوريا، وأكمل عمله مع قناة "سبيستون" ثم أسس عمله الخاص.

وبحكم احتكاكه بكل مجالات الإنتاج الفني ومهاراته في هذا المجال وبحكم كفاءته في الكمبيوتر أيضاً ارتأى أن يدير عملية إنتاجية متكاملة، وبعد اندلاع الثورة في سوريا خرج مع عائلته إلى تركيا عام 2012، حيث مكث سنتين في اسطنبول، وشارك -كما يقول- في تأسيس "راديو الكل"، وسافر بعدها إلى أمريكا وفي بداية استقراره -كما يقول- شعر بضرورة إنشاء قناة تعلم اللغة العربية لأطفال اللاجئين، وعرض فكرة القناة على بعض المستثمرين فاقتنعوا بالفكرة، ونظم حملة تمويل جماعي.

وانطلقت الفكرة في نيسان ابريل من عام 2017 وكان المشروع -حسب قوله- حلماً للكثير من الناس وبخاصة اللاجئين الذين لا يتقن أطفالهم الصغار اللغة العربية، مضيفاً أن الفكرة من القناة كانت إنتاج أعمال فنية يرضاها لأبنائه قبل أن يقدمها لأبناء الآخرين.

وأردف الفنان "سكر" أن المشروع مرّ في البداية بالكثير من الأخذ والرد والتجارب والمحاولات الأولية والتصاميم والستايلات والأسماء المختلفة إلى أن تم الثبات على اسم "كرزة"، لأن شخصيات "كرزة" و"توتو" و"مشمش" المأخوذة من الفواكه هي شخصيات محببة للأطفال في عمر ما قبل المدرسة، وتم إجراء دراسات لونية كاملة تتناسب بصرياً مع الطفل وتريحه ودراسة عناصر الموسيقى والكلمات التي حرص فريق القناة–كما يقول- على أن تكون باللغة العربية الفصحى.

ويتكون فريق قناة "كرزة" -كما يقول مؤسسها المقيم في بولاية ميشيجان- من مختصين فنيين ونفسيين وتربويين، ويتم تقرير المواضيع التي يرغبون بتناولها وفق مخطط مرسوم مسبقاً، وأبان "سكر" أن هناك معايير عدة يعتمدها فريق "كرزة" ومنها التوافق فيما بينهم على سوية المواد المنتجة والرقابة والتدقيق اللغوي، واعتماد الجودة والدقة في كل مجال على حدة، وأخذ رأي عينة عشوائية من أهالي الأطفال وكذلك رأي الأطفال ضمن الأعمار المستهدفة، ورصد ردود أفعالهم حيال ما يُقدم لهم إلى جانب الاستشارات النفسية والتربوية.

وبمناسبة أسبوع الأصم العربي وهو تظاهرة إعلامية وحقوقية للتعريف بالصمم والوقاية منه، قدمت قناة "كرزة" أغنية سبق أن أنتجتها بعنوان "كلماتي السحرية" تضمنت مجموعة من المفردات بلغة الإشارة.

ولفت محدثنا إلى أن اهتمام القناة بالطفل الأصم كان انطلاقًاً من حق الطفل الأصم بطفولة مميزة وممتعة مليئة بالمرح والتعلّم، والصعوبات التي يواجهها في التواصل مع محيطه لا يجب أن تبقيه في عزلة، وكان توجه "كرزة" -حسب قوله- توعية الأطفال حول كيفية التواصل بلغة الإشارة وأهمية مشاركة المرح واللعب فالطفولة لا تعرف حدوداً.