رثت ابنة المفكر "طيب تيزيني" والدها الذي رحل منذ أيام تاركاً صدمة لدى كل من عرفه أو قرأ له، وقالت "منار تيزيني" في منشور على صفحتها في "فيسبوك": "أعتذر عن عجزي على الرد على كل الكلام الطيب الذي يقال بحقه، والرسائل المعزية، فما زالت الصدمة تهز كياني، والحزن يكبّل يدي، ويصعب عليّ تصديق ذلك. لم يكن أبي فقط كان أباً لكل من يعرفه، وكان شجرتي الباسقة في صحراء عالمنا القاحلة".
وتابعت ابنة الراحل "كان حلمه سوريا فقط، وعمل بكل ما استطاع لهذا الحلم، ورغم كل الانكسارات لم يفقد الأمل يوماً وبقي حتى في فترة مرضه القصير، يهذي بالبلد والناس الطيبين والعلم والفقراء وكل الأشياء التي تشبهه".
وكشفت "منار" اللحظات الأخيرة من حياة والدها في المشفى، حيث طلب منها ـ كما تقول- أن تحضر ورقة وقلماً وتكتب من بعده بعض الملاحظات، وأردفت بنبرة مؤثرة: "كان يتصرف وكأنه يلقي محاضرة في مدرج الجامعة، ثم بعد أن تحدث لدقائق، صمت وبكى وقال لي: لا أدري إن كنت قادراً على متابعة هذه المحاضرة المشلولة".
واستدركت أن "حزنه وانكساره كانا من أسباب رحيله، ولكن رهانه وأمله سيبقى حياً فينا، نحن الذين كل ما يأسنا كان يحب أن يشجعنا بقوله".
ولفتت "منار تيزيني" في منشورها إلى أن رحيل والدها "صادف ذكرى استشهاد الرجل الذي تحبَّه كثيراً مهدي عامل، الذي لم يغب يوماً، مع "حسين مروة" عن أحاديثه ولم تجف دموعه لموتهما يوماً".
وختمت ابنة الفقيد "أتمنى يا أبي أن تجتمع بهما تاركاً قهرك تحت تراب حمص الذي ضم قهر آلاف الحماصنة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية