أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بشكل أو بآخر.. معظم فصائل إدلب تشارك في معارك الشمال المحرر

من معارك إدلب - جيتي

على عكس ما جرى في معارك "أبو الظهور" بدايات العام الماضي تشارك معظم الفصائل العاملة في آخر جيب يقع تحت نفوذ المعارضة في المعارك المحتدمة بريفي حماة الشمالي والغربي وعلى الجبهة المشتعلة بمحور "الكبينة" بريف اللاذقية.


بعض الفصائل تدفع بعدد كبير من مقاتليها إلى الميدان، في حين بدت مشاركة البعض الآخر خجولة أو متواضعة.


مصادر مطلعة تحدثت لـ"زمان الوصل" عن مشاركة كل من فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير، هيئة تحرير الشام، وجيشي النصر والعزة" في معارك الأيام الماضية.


"جيش العزة" يعتبر بيضة القبان بالنسبة لجبهات ريف حماة الشمالي، حيث يتمركز في اللطامنة وكفر زيتا مفتاح الدخول إلى محافظة إدلب من الجنوب و انغمس عناصره في القتال العنيف الذي اندلع مؤخرا على "كفرنبودة" والقرى المحيطة بها.


مصادر "زمان الوصل" أشارت إلى مشاركة "هيئة تحرير الشام" في القتال في نفس المحور بخلاف ما ينشر عبر الإعلام عن عدم تدخل الهيئة في المعارك حتى اللحظة.

*الهيئة تعلمت الدرس

"تحرير الشام" ومقاتلو "الحزب التركستاني" قاتلوا بشراسة على محور تلال "كبينة" على جبل الأكراد بريف اللاذقية خلال الأيام الماضية. توعتبر تلال كبينة التي تطل على جسر الشغور وقرى سهل الغاب المدخل الغربي لمحافظة إدلب.


كما شارك مقاتلو الهيئة في معظم المعارك التي شهدتها كفرنبودة" وغيرها حيث أكد مصدر ميداني من تحرير الشام ل(زمان الوصل) حدوث عشرات الإصابات في صفوف مقاتلين تابعين للهيئة على جبهات ريف حماة الشمالي والغربي تقدر بأربع مجموعات.

المصدر ذاته أشار إلى أن هيئة تحرير الشام بدون مساندة بقية الفصائل لن تستطيع الوقوف في وجه حملات النظام والروس والإيرانيين وذلك نظرا للتكاليف الباهظة للمعارك وكون كل منطقة بحاجة لمقاتلين من أبنائها على دراية أوسع بجغرافية منطقتهم.

لم تضع الهيئة كامل قدراتها العسكرية في المعركة. تستذكر بذلك دروسا هامة تعلمتها من تجربة معارك "أبو الظهور"، حيث استنزفت عسكريا وماليا. سقط مقاتلوها بالعشرات، بينما فاق عدد الجرحى الألف مصاب. كما تجاوزت تكاليف المعركة -وفقا للمصدر- 18 مليون دولار، وهو رقم كبير على فصيل يدير منطقة محدودة الموارد مثل إدلب التي لا تمتلك سوى ريع المعابر الواقعة بينها وبين عفرين أو النظام أو تركيا.

خلال الاقتتال الفصائلي الأخير طردت تحرير الشام حركة أحرار الشام من نقاط تمركزها في قلعة المضيق وكفرنبودة. هذه العملية جعلت ردة الفعل ضد الهيئة سلبية عشية سقوط هاتين المنطقتين الهامتين. الهيئة -بحسب مصدر مطلع- استلمت نقاط رباط الأحرار في كفرنبودة خالية من عمليات التدشيم. وهذا ما جعل البلدة تقع تحت سيطرة النظام عقب الاجتياح الموسع بمساندة مقاتلات حربية روسية الأربعاء الماضي.


أما قلعة المضيق -والكلام للمصدر- فهي ساقطة عسكريا كون النظام يتمركز في أعلى القلعة الأثرية. ولم يكن يمنع سقوطها سوى الهدنة التي عقدتها الفصائل المرابطة فيها مع النظام.

*مشاركة غير معلنة

"فيلق الشام" -المدعوم من تركيا- لم يدخل المعارك الماضية إلا بالمعدات الثقيلة أو العناصر على الرغم من امتلاكه ترسانة ضخمة من المعدات الثقيلة وإنما كانت المشاركة الأولى للفيلق -بالمعدات الثقيلة- يوم الإثنين الماضي في المعركة التي شنتها الفصائل على محور الحماميات بريف حماة الشمالي بحسب مصدر ميداني تحدث لـ"زمان الوصل".


كلام المصدر نفاه "عمر حذيفة" شرعي "فيلق الشام" خلال حديث صحفي مع "زمان الوصل" حيث قال متسائلا "(السلاح) الثقيل الذي يشارك في المعارك من السابق و حتى الآن لمن يعود؟ هل هناك أي فصيل لم يقدم له الفيلق ما يحتاج من ذخيرة وسلاح؟".


"حذيفة" أكد أن "فيلق الشام هو مكون من مكونات الجبهة الوطنية الذين يعملون ضمن غرفة عمليات واحدة و خطة واحدة وراية واحدة وإعلام واحد.


وقد توزعت نقاط الرباط بين كل فصائل "الجبهة الوطنية" لتغطي كل المحرر. والفيلق يغطي منها 267 نقطة رباط".


وأضاف "نحن كفيلق الشام نتوزع نقاط الرباط على الجبهات باسم الجبهة الوطنية وكذلك المعارك وكل الأمور الميدانية والعسكرية".


*خطة متعثرة
في الوقت الذي تعجز قوات النظام وروسيا من التقدم في محور "كفرنبودة" يبدو الطريق رحبا أمامها في سهل الغاب حيث تمكنت يوم الأربعاء من إحكام السيطرة على بلدة "الحويز" غربي جبل "شحشبو "بعد مقاومة عنيفة من الفصائل. طبيعة المنطقة السهلية ساندت النظام هذه المرة لتسمح له بالتوغل في البلدة محاصرا نقطة المراقبة التركية في شير مغار من الجهة الغربية.


ومع التصعيد الجوي وخلق موجات نزوح واسعة من بلدات محددة ثم احتدام المعارك في كل من ريفي حماة الشمالي والغربي ومحور جبل الأكراد بريف اللاذقية تبدو ملامح الخطة العسكرية التي ينتهجها النظام بمساندة جوية وبرية من روسيا واضحة.


تسعى روسيا لتأمين قاعدة "حميميم" عبر التوغل في قرى سهل الغاب وصولا إلى جسر الشغور. وبينما بدت المعارك سهلة في سهل الغاب لم يتمكن النظام من التقدم شبرا واحدا على محور (الكبينة). وفقا لمصادر ميدانية تحدثت لـ"زمان الوصل".


في الجنوب يبدو أن النظام بعد إحكام السيطرة على "كفرنبودة" يسعى للتوغل في محور يضم بلدة "الهبيط" باتجاه "خان شيخون"، الواقعة على الطريق الدولي. الهدف من السيطرة على هذا المحور هو محاصرة "كفر زيتا" و"اللطامنة" العصيتين على النظام لسنوات طويلة.


سيطرة النظام مؤخرا على "قلعة المضيق" والقرى المجاورة مكنه من تأمين بلدة "السقيلبية"، وفي حال تمكن من السيطرة على محور "كفرنبودة-خان شيخون" مع "كفر زيتا" و"اللطامنة" ستكون بلدة محردة (أغلبية مسيحية) آمنة من هجمات الثوار، وهذا ما تسعى له روسيا في الحملة العسكرية الراهنة.

محمد كساح - زمان الوصل
(145)    هل أعجبتك المقالة (187)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي