تأسيس مركز للرعاية النفسية التخصصية للاجئين السوريين في تركيا

نظراً لغياب الجوانب النفسية والاجتماعية عن اهتمام أغلب المنظمات والهيئات الإغاثية وتحديداً اضطرابات ما بعد الصدمة عند اللاجئين السوريين في بلد اللجوء أنشأت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا مؤخرا مركزاً لتقديم الرعاية الصحية النفسية التخصصية للاجئين السوريين مجاناً، بهدف التعامل مع المشاكل النفسية التي يعانونها وخصوصاً فئتي الأطفال والشباب ممن تعرضوا لأزمات نفسية جرّاء تهجيرهم وحتى في دول اللجوء".

وقال المدير الإقليمي لمكتب "سامز" في تركيا وشمال سوريا د. "مازن كوارة"، لـ"زمان الوصل" إن "الحالة النفسية للاجئين السوريين ليست أفضل من السوريين الموجودين داخل سوريا لأن معظمهم انتقلوا من المناطق الخطرة بعد اشتداد الضغط عليهم سواء بالقصف والوضع الاقتصادي السيئ إلى مناطق اللجوء وعانوا خلال السنوات الثماني الماضية من شدات نفسية شديدة بسبب الوضع الأمني بالذات، وبخاصة فئات الأطفال والنساء وهذا –بحسب قوله- السبب الأساسي الذي دعا "سامز" للتوسع في موضوع الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للاجئين السوريين.

ولفت "كوارة" إلى أن "من أهم الحالات النفسية التي يعاني منها اللاجئون السوريون حالياً هي حالات الاكتئاب واضطرابات القلق ومختلف أنواع الرهابات".

وبحسب إحصائيات محلية يعاني 20 % من اللاجئين السوريين البالغ عددهم في تركيا 3.5 ملايين لاجئ من الاضطرابات النفسية والقلق والاكتئاب.

واعتمدت منظمة "سامز" في تأسيسها لمركز الدعم النفسي في "غازي عنتاب" على الإحصائيات والدراسات التي أجرتها وزارة الصحة التركية على المستوى الوطني. وبعد تقييم الاحتياج الصحي للاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب وجدت المنظمة -كما يقول محدثنا- أن أكثر ما يحتاجونه حالياً هي الخدمات الصحية النفسية غير المتوفرة في المراكز والمشافي التركية سواء على مستوى الدعم النفسي الاجتماعي أو العلاج الفيزيائي.

ومن المزمع أن يقدم المركز المذكور –حسب كوارة- خدمات دعم صحي ونفسي أبرزها "خدمات العلاج النفسي من إشراف طبي وعلاج نفسي فردي"، و"خدمات الإرشاد لمختلف المشاكل النفسية والاجتماعية لجميع الفئات العمرية (أسرية - سلوكية - صعوبات التعلم" و"خدمات إعادة التأهيل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (اضطرابات- توحد- تأخر عقلي) ودورات تدريبية وبناء قدرات في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي" مع ضمان خصوصية وسرية المستفيدين والمعلومات الخاصة بجميع المراجعين.

وأُنشىء المركز –كما يقول كوارة- في منطقة مركزية بمدينة غازي عنتاب، مكتظة بالسوريين، يمكنهم الوصول إليه بكل سهولة، وهو معد للتعامل مع الأطفال والشباب ومع الحالات المعقدة، حيث يستطيع الأطباء النفسيون وصف العلاجات النفسية بكل سهولة بسبب التنسيق الكامل وأخذ الرخص الكاملة مع الحكومة التركية".

ودعا المصدر اللاجئين السوريين وغيرهم إلى الاهتمام أكثر بالصحة النفسية المتعلقة بهم، وأن يأخذوا موضوع الاضطرابات النفسية التي يعيشونها على محمل الجد ويتوجهوا إلى المؤسسات التي يمكن أن تخدمهم في هذا الموضوع، وعدم إهمال هذا الجانب من حياتهم وصحتهم لأنه جانب مهم وحيوي وإن كان البعض-كما يقول- يجدون فيه غير ذلك.

وبدوره أشار الدكتور "فواز المومني" أستاذ علم النفس بجامعة "اليرموك" الأردنية لـ"زمان الوصل" إلى أن الدراسات تؤكد "وجود مستويات مرتفعة لدى اللاجئين من ضغوط ما بعد الصدمة تتراوح ما بين 25 – 75 %" بمعنى أن كل 100 شخص من بينهم 75 شخصاً لديهم اضطرابات مابعد الصدمة، وأردف المومني أن من أهم المتغيرات الموجودة في هذا الجانب الأسباب الخاصة المتعلقة بالحدث الصدمي كاللجوء الذي هو بحد ذاته صدمة، عدا مشاهد الدمار والقتل وخسران الارض والاعتداءات الجنسية على النساء والأطفال والشيوخ، وكل هذه الامور تشكل ضغطاً كبيراً على اللاجئين السوريين أو أي لاجىء آخر في العالم.

و"الجمعية الطبية السورية الأمريكية ـ سامز"هي منظمة إغاثية طبية غير سياسية وغير ربحية، تعمل في الخطوط الأمامية لإغاثة المحتاجين خلال الأزمات تم تأسيسها من قبل عدد من الأطباء السوريين والأمريكيين بهدف إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة والدفاع عن الحياد الطبي، وضمان مستقبل أكثر صحة للسوريين داخل سوريا، في البلدان المجاورة واليونان، من خلال الإغاثة الطبية وتطوير الرعاية الصحية.