لا بد من إطلالته الشهرية أو الموسمية بعد أن تفرغ للسياسة والشعب وبعض الفن الذي يخدم خطه التشبيحي في الدفاع عن إنجازات نظام الأسد التدميرية، وأما عن منصبه كنائب لرئيس مجلس شعب النظام، فهو لا يعدو مجرد برستيج للنفاق من أجل تلميع الديموقراطية الأسدية.
في تصريح نقلته جريدة "الوطن" المملوكة لـ"رامي مخلوف" دخل نجدت أنزور في تفاصيل العملية العسكرية الروسية الإيرانية بالتعاون مع النظام في الشمال المحرر، وكذلك الغطاء التضليلي الذي يتحدث في إطاره أبواق النظام ووصف معركة إدلب: (قطعت الشك باليقين، ذاك اليقين الذي لم يغادرنا للحظة بوحدة سورية أرضاً وشعباً، وأن أحد أهم أشكال هذا التعبير هو وحدة الدولة وأثرها من خلال مؤسساتها، كل مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية)..وهذا الهذيان هو جزء من التضليل الذي يمارسه النظام عندما لا يصدق هو نفسه.
وخلط انزور (عباس بدباس) عندما بدأ يحلل صمت النظام عن فكرة خروج إدلب من سيطرته نهائياً: (عندما كان الشك يتسلل إلى البعض بأن سورية ستكون من دون إدلب، كنا نقول ونكتب ونجيب عن الأسئلة الصحفية أو من الناس، أن فن الاحتواء السياسي الذي يمارسه الروسي تجاه المعتدي التركي، هذا الفن لن ولم يلغ أبداً أحقية الدولة السورية بتحرير الأرض من المحتل).
وحول مبررات العمل العسكري الهمجي على ريفي إدلب وحماة قال انزور: (لقد تركنا فرصة كبيرة وحقيقية للعمل الدبلوماسي الذي لم يغب عن أعيننا إيمانناً بأهميته ومازال، لكن أهلنا في سهل الغاب وفي محردة الصامدة والسقيلبية الجبارة لم نعد نحتمل صبراً على معاناتهم، وهذا الأمر ينسحب على مدينتي حلب التي لم يهنأ لها عيش حتى بعد تحريرها وحتى الآن).
ووصل أنزور إلى ما يريده الروسي وعساكر النظام: (أتوستراد حمص حلب، وحلب اللاذقية، محوران مهمان جداً. الغاب جورين، الساحل الغاب، الناس على امتداد هذين الطريقين في النهاية. الجسر، المعرة، سراقب، إدلب المدينة، (هناك) الآلاف (من) الناس المرتهنة للإرهاب.. إلى متى؟)...وهذا ما يسعى إليه الروس والنظام من خلال الحشد ضد المناطق المحررة باتهام فصائلها بالارهاب.
ولم ينس أنزور الحديث عن الناس بأنهم هم من يمنعون تقدم قوات النظام التي تتكبد الخسائر الكبيرة: (طبيعة العمليات دقيقه جداً، وهي بالقطعة، ذلك كله من أجل، الناس أولاً، وثانياً لإبقاء فرصة لفهم من لم يفهم بعد، بأنه لن يتم التخلي عن فتر أو متر من أي بقعة من جغرافيا الوطن، والأهم ليس الجغرافيا، بل ناسنا وأهلنا في ريفي حلب وحماة وكل محافظة إدلب).
وأما نهاية الهذيان الذي لا يمت إلى الواقع بصلة ويعكس أي فصام يعيشه النظام وأعوانه: (لقد بدأت عملية تحرير محافظة إدلب، العملية التي انتظرناها وسوف تعود إدلب إلى باقي أخواتها من المحافظات السورية وكذلك فاعلة المناطق الشرقية).
ولا بد من خاتمة بعثية تثير التصفيق الحاد لو قيلت في اجتماع حزبي: (ليعود الهدوء ويعم الخير وتفتح الطرقات وينتقل الزرع بين الناس وتزدهر الصناعة والسياحة ويعود كل الخير الذي في باطن أرض سورية إلى كل أهل سورية دونما استثناء).
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية