مازالت قوات النظام تمنع صلاة الجماعة في مسجد "أبي بكر الصديق" في بلدة معدان منذ سيطرتها على الريف الجنوبي الشرقي للرقة في خريف عام 2017.
وقال "خضر طه الكبع"، وهو إمام وخطيب سابق في المسجد بين عامي 1989 و1997، إن سكان الحي حاولوا بعد سيطرة النظام على معدان تنظيف المسجد وتجهيزه للصلاة، لكن عناصر الأمن العسكري منعوهم بإيعاز من بعض عناصر ميليشيات "الشبيحة" والميليشيات الإيرانية المنشرين في المنطقة، مؤكدا أنه منذ ذلك الوقت لم يجرؤ أحد على العناية بالمسجد وإعادة النشاط له بسبب الخوف من سطوة الأمن وتقارير "الشبيحة" (الموالين).
ونفى "الكبع" لـ"زمان الوصل" الأنباء التي تناقلتها بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن منع الميليشيات الإيرانية "صلاة التراويح" حديثا في مسجد أبي بكر الصديق، مبينا أنه منذ سيطرة قوات النظام إلى ريف الرقة الشرقي لم تقم صلاة جمعة ولا جماعة إلى تاريخ اليوم في المسجد.
ويضيف: "خلال تسعينيات القرن الماضي، تعرضت للمنع من الخطابة والإمامة وتمت جرجرتي إلى كل الفروع الأمنية، ثم فصلي بعد ثلاث سنوات من التدريس في ثانوية معدان (1990-1993) بتوجيهات من فرع الأمن السياسي على خلفية نشاطي بين الطلاب والمعلمين".
أمّا بالنسبة للمسجد، فهو مستهدف قبل الثورة من الفروع الأمنية ومع بدايتها، كان الموالون يجمعون السفهاء ومسلحي ميليشيا "الشبيحة" أمام المسجد يوم الجمعة وهم يحملون الأسلحة الخفيفة والعصي لمنع خروج المظاهرات من المسجد.
كما تعرض المسجد للقصف بالطائرات أكثر من مرة، إحدى المرات سقط الصاروخ على منزل بجوار المسجد لعائلة "الحامد الحوش،"، وقضى إثر ذلك طفلان وامرأة فيما نجا باقي أفراد العائلة.
أثناء طرد قوات النظام بدعم روسي لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من المنطقة قصف المسجد وتهدم جداره الجنوبي الغربي وتعرض لأضرار جسيمة إلى جانب تعفيش الأسلاك الكهربائية والأجهزة والفرش وغير ذلك من موجودات المسجد، ومنذ ذلك الوقت تمنع قوات النظام صلاة الجماعة فيه.
واشتهر مسجد معدان الشرقي، باسماء عدة منها "الكبع" و"السلف الصالح" نتيجة الدعوة فيه إلى نبذ البدع ومحاربة والخرافات منذ عام 1990، وذلك رغم أن الحاج "طه الكبع" الذي بناه بالتعاون مع أقربائه في الكويت سنة 1982 أطلق عليه اسم "مسجد أبي بكر الصديق".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية