كميات قليلة من الحبوب والزيت والطحين تباع بأسعار خيالية، هذا ما تبقى من مواد غذائية في مخيم الركبان الذي يقع بعيداً، في الصحراء، على الحدود السورية-الأردنية. داخل البيوت الطينية والخيم التي تشكل عماد المخيم نفد ما يخزنه السكان من طعام. ما جعل أطفال المخيم يستقبلون الشهر الفضيل بمعدات خاوية، جائعة. ومع إطباق الحصار لا يبدو أن الجهود الحثيثة التي تبذلها إدارة المخيم ستوقف الكارثة، في ظل تضييق غير مسبوق من قبل النظام الذي يحاصر المخيم منذ خريف العام 2017.
مصدر من داخل الركبان أكد لـ "اقتصاد" حدوث انقطاع تام لكافة طرق التهريب التي كان المخيم يحصل من خلالها على الغذاء والمحروقات والمواد الضرورية. وعلى مدار سنة ونصف كان 40 ألف شخص (تعداد سكان المخيم) يعتمدون في شراء الغذاء والمواد الضرورية على ما يمرره التجار الذين يتعاملون مع "حاجز ظاظا" المتمركز على طريق دمشق-بغداد عبر دفع الرشى لتسريب الخبز والمازوت والحبوب وغيرها من السلع.
المصدر أشار إلى تفاقم الجوع بين من تبقى من سكان المخيم الذين يتجاوز تعدادهم أكثر من 22 ألف شخص بعد مغادرة 12 ألف شخص نحو مناطق النظام مؤخراً.
ومع الحصار الكامل وعدم دخول المساعدات من قبل الأمم المتحدة لم يتبق لدى تجار المخيم سوى كميات ضئيلة-بحسب المصدر- من الرز والزيت والطحين تباع بأسعار خيالية. الأدوية وحليب الأطفال مادتان مفقودتان تماماً داخل المخيم. بينما تشهد أسعار المواد المتوفرة ارتفاعاً هائلاً حيث وصل ليتر زيت القلي إلى 1300 ليرة. وكيس الطحين (25 كغ) إلى 25 ألف ليرة. كيلو الرز بلغ 600 ليرة. والسكر 700 ليرة. والبصل والبندورة 1000 ليرة. في حين ارتفع ليتر البنزين ليصل إلى 3 آلاف ليرة.
"شكري شهاب" الناطق باسم "هيئة العلاقات العامة والسياسية" في المخيم قال لـ "اقتصاد" إن الوضع داخل الركبان "من سيء إلى أسوأ بسبب الحصار الكلي من قبل النظام". الهدف الذي يحاول النظام الوصول إليه من تشديد الحصار هو الضغط على المدنيين للعودة إلى مناطق سيطرته. يمضي "شهاب" قائلاً: "من تبقى داخل المخيم يرفضون العودة إلى النظام رفضاً قاطعاً. حيث أطلقوا شعار (الموت داخل الركبان أفضل بألف مرة من الموت خلف القضبان)".
يتواصل شكري شهاب وزملاؤه في "هيئة العلاقات العامة والسياسية" مع منظمة الأمم المتحدة بشكل يومي بغية إدخال مساعدات للمخيم ولهدف آخر هو تأمين طريق نحو الشمال السوري لمن تبقى داخل المخيم (هناك قرابة 10 آلاف شاب مطلوبون للخدمة العسكرية).
يقول شهاب "يعدوننا بمساعدات قريبة. لكنهم يتغاضون عن قضية إخراجنا نحو المنطقة المحررة شمالي سوريا".
يخضع مخيم الركبان لإدارة التحالف الدولي المتمركزة في منطقة التنف بالقرب من منطقة الـ 55 التي يقع مخيم الركبان داخلها. ولا يقدم التحالف أي مساعدات لسكان المخيم.
سكان مخيم الركبان يستقبلون رمضان ببطون خاوية
عن "اقتصاد" - أحد مشاريع "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية