يدور الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن قوام الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد على الشمال السوري، حيث أكدت جميع المعطيات والأنباء الواردة أن معظم العناصر هم من أصحاب "التسويات" المنضمين للنظام.
وأفادت الأنباء الواردة بأن غالبية قتلى النظام على خطوط الجبهة في حماة هم من عناصر "التسويات" الذين سيطر الأسد على مناطقهم، وأجبرهم على الانضمام لميليشياته أو الزج في السجون.
وقالت شبكة "صوت العاصمة" إن وزارة الدفاع التابعة للنظام أصدرت قوائم تضم أكثر من 3000 اسم تم تجنيدهم مؤخراً من مناطق التسويات، ولديهم سوابق بالعمل مع فصائل المعارضة المسلحة، بهدف إرسالهم على دفعات إلى شمال سوريا حيث تجري معارك عنيفة بين فصائل المقاومة السورية وقوات النظام المدعومة من روسيا وإيران.
وأكدت الشبكة أن المئات من العناصر الذين سيتم إرسالهم على دفعات نحو إدلب وريف حماه، ينحدرون من مناطق ريف دمشق التي سيطر عليها النظام في العامين الأخيرين، وخضع كافة الشبان فيها لتسوية أمنية وتم تجنيد معظم المطلوبين في قوات النظام وميليشياته.
وشددت على أن عمليات السحب ستجري من الثكنات العسكرية التي تم فرز هؤلاء الشبان إليها، ليتم تجميعهم بالقرب من مدينة حماه قبيل إرسالهم إلى الجبهات.
ونقلت عن مصدر مقرب من أركان النظام، قوله إن تلك القوائم جرى إعدادها منذ أشهر، تزامناً مع الحديث حول معركة مرتقبة باتجاه الشمال السوري، ليكون عناصر التسويات رأس حربة في تلك المعركة.
وأوضح المصدر أن خطة النظام والروس بالتخلص من هؤلاء الشبان، عبر زجهم في تلك المعارك، فهم محسوبون حتى الآن بنظرهم على "المعارضة والإرهاب"، رغم إجرائهم للتسويات وتجنيدهم في جيش النظام والميليشيات الموالية له.
وكانت "صوت العاصمة" نشرت الأربعاء الماضي، خبراً يفيد بمقتل مجموعة كاملة من عناصر التسويات المنحدرين من بلدات "زاكية، والمقيلبية، والكسوة" في ريف دمشق الغربي، بعد تسليمهم نقاطا عسكرية في جبل الأكراد بريف اللاذقية، حيث شنت مجموعات تنتمي لـ"حركة أحرار الشام" هجوماً استهدف هؤلاء العناصر أدى إلى مقتل بعضهم وجرح آخرين بينهم قائد الميليشيا.
كما سلطت صحيفة "زمان الوصل" الضوء على الحادثة من خلال أحد تقاريرها قالت فيه إن قائد حملة النظام العسكرية على الشمال "زهير الأسد" أوعز لقادة القطعات والوحدات التي يقودها بزج الجنود الجدد من شبان مناطق "المصالحات" والمتخلفين عن الخدمة والمسحوبين الجدد لخدمة الاحتياط في خطوط الاقتحام الأمامية على محاور القتال الرئيسية.
ولفتت إلى أن هذا يعد إشارة إلى الفرز الطائفي الواضح في التشكيلات البرية للقوات التي يقودها وأن معظم العساكر الذين قتلوا، وقد فاق عددهم المئة قتيل في معارك خلال يومي الأربعاء والثلاثاء في "تل عثمان" وقرية "الجنابرة" على محور "كفرنبودة" و"قلعة المضيق".
وشددت على أن القتلى من لون واحد من العسكريين الجدد الذين أمر بالزج بهم قائد جبهة ريف حماة الشمالي اللواء "زهير الأسد" المعين حديثا من قبل النظام لقيادة المعركة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية