أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غضبة عارمة على محافظ طرطوس.. أدار ظهره لذوي أحد قتلى النظام (شاهد)

بعد أن قطع النظام أعناق الأبناء تفرغ لقطع أرزاق الآباء (قبر أزدشير)

بعد سنوات من مديح الوسط الموالي لمحافظ طرطوس "صفوان أبو سعدى" وجبال من كلمات الإشادة بـ"جهوده" التي يبذلها، بات هذا المحافظ في عين عاصفة غضب هوجاء أثارها تصرف أتى به خلال "عيد الشهداء" في المحافظة التي دفعت أعلى رصيد من القتلى والجرحى فداء لبشار الأسد (مئات الآلاف).


ابتدأت القصة عندما انتهز والد أحد القتلى (أزدشير بديع محمد) مناسبة "عيد الشهداء" وحضور المحافظ وعدد من مسؤولي النظام إلى مقبرة القتلى (المسماة روضة الشهداء)، ليلقي خطابا يشتكي فيه من قرار لوزارة الإدارة المحلية أزيلت بموجبه أكشاك تابعة لذوي قتلى النظام، ما عده هؤلاء بمثابة قطع لأرزاقهم يضاف إلى قطع أعناق أولادهم.


وفي الوقت الذي حاول المحافظ أن يبدو في مظهر "المستمع" بعناية لشكوى "الشهداء"، فإنه لم يستطع الاستمرار في تأدية هذا الدور، إذ ما إن نطق والد القتيل "أزدشير" بعبارة تنتقد "القرار المجحف لوزير الإدارة المحلية"، حتى عبر المحافظ عن امتعاضه الشديد وأدار ظهره لوالد القتيل الذي كان ما زال يواصل خطبته.


اللافت أكثر، أن محافظ طرطوس لم يخضع لابتزاز والد القتيل الذي ظل بين كل جملة وأخرى يردد كلمة "السيد الرئيس"، لا بل إن المحافظ زاد من تجاهله للرجل وشرع بالحديث مع أناس آخرين، وكأن والد القتيل غير موجود أصلا.


ورغم أن والد القتيل نشر المقطع بداية، للإشارة إلى "مظلوميته" هو وغيره من ذوي القتلى الذين غرر بهم النظام، وليعبر عن مدى سخطه من تصرف من المحافظ.. رغم ذلك فقد عاد والد القتيل ليحذف المقطع بل ويشكر القيادة (كالمعتاد!) في طرطوس (ممثلة بالمحافظ)، مدعيا أنه حذف المقطع "وأدا الفتنة ومنعا للاصطياد بالماء العكر"، معقبا: "سأتابع المطالبة بحقي وحق ذوي الشهداء والجرحى والفقراء والتي هي بالأصل مكرمة من السيد الرئيس".


لكن كثيرين من ذوي القتلى والموالين لم يعد يعنيهم أي تبرير من جانب والد القتيل ولا حتى المحافظ، بعد أن انتشر المقطع وسط مواقع التواصل كالنار في الهشيم، مؤكدا لملايين الموالين من جديد أنهم لم يكونوا سوى حطبا، وربما أقل من ذلك، وإلا لما أدار مسؤول من رتبة محافظ ظهره لوالد شخص "ضحى" كي ينعم هو وأمثاله بمناصبهم.


وأنزل بعض الموالين غلطة المحافظ منزلة "الكفر"، معتبرين أن الرجل شطب كل تاريخه الماضي في خدمة ذوي قتلى النظام، وصار من الواجب تأديبه وتنحيته فورا، وإن لم يتم ذلك فإنه "ليس لدينا دولة ولا رئيس".


المثير للانتباه أن ذوي قتلى النظام المستفيدون من "مكرمة السيد الرئيس" بنصب الأكشاك، ما زالوا مقتنعين أن إزالة هذه الأكشاك هي قرار من "وزير الإدارة المحلية"، متناسين أن الوزراء ما هم إلا منفذو أوامر لما يردهم من القصر (بشار)، وأن أحدا من هؤلاء التنفيذيين لم ولن يجرؤ على نقض قرار أصدره بشار وخصوصا فيما يتعلق بالقتلى، ما لم يكن ذلك بتوجيه من بشار نفسه.


ولكن خصوصية المشهد الطرطوسي والحساسيات التاريخية مع اللاذقية (باعتبار مواليها من الدرجة الأولى ومؤيدي طرطوس من الدرجة الثانية)، ربما هي من أملت توزيع الأدوار بهذا الشكل، فإن مرت عملية إزالة الأكشاك دون اعتراض كبير يكون قد تحقق لبشار ما أراد، وإن تعذر تمريرها فإن "السيد الرئيس" سرعان ما يقفز ليمارس أكثر أدواره المحببة باعتباره "المخلص" و"المنقذ" و"السند" الذي يلوذ به جمهوره لتخليصهم من "جور" المسؤولين.


ويعد "صفوان أبو سعدى" من أبرز المسؤولين الموثوقين لدى بشار، وهو يشغل منصب محافظ طرطوس منذ 2014، وكان قبلها محافظا لإدلب، وقبل ذلك رئيسا لمجلس مدينة السويداء.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

زمان الوصل
(180)    هل أعجبتك المقالة (158)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي