أقر "ضابط رفيع" في جيش النظام بالخيانة التي ارتكبها "خالد علوان محاميد"، وبدوره المؤثر في إسقاط محافظة درعا بيد الروس والنظام وتسليمها لهم لقمة سائغة، مفرطا بكل التضحيات التي دفعها أهل سوريا عموما وحوران خصوصا، ودفعوا ثمنها باهظا، قتلا وتدميرا واعتقالا وتهجيرا.
جريدة "الأخبار" لسان حال مليشيا "حزب الله" واللصيقة بالنظام السوري، قالت إن من باح لها بتفاصيل صفقة الجنوب هو "ضابط رفيع في الجيش السوري، من المتابعين لمجريات الجبهة الجنوبية طوال سنوات الحرب".
وحسب هذا الضابط فإن "الجبهة الجنوبية لم تكن بالنسبة إلى المسلحين جبهة هشّة أو بسيطة... لذا، كان الأمر الأهم بالنسبة إلى الجانب الروسي هو البحث عن التسويات التي برع فيها، تجنّباً لمعارك طويلة ومنهكة، مستغلاً علاقته الطيبة بالعدو الإسرائيلي، المعني الأول بالجبهة الجنوبية. لكن تفكيك جبهة كالجنوب لن يكون مجّانياً طبعا".
ونوهت "الأخبار" بأن الضابط الكبير استذكر خلال حديثه "سرعة انهيار الفصائل المسلحة وتفكّكها وانخراطها في التسويات، قائلا: "عقب عقد اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، بدأت شخصيات معروفة في الجنوب بالعمل على ترجمة التوجه الإماراتي ميدانيا، بالتنسيق مع الجانب الروسي، إذ بعد أقل من شهر على توقيع الاتفاق، بدأ نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المشكّلة في مؤتمر الرياض، خالد علوان المحاميد، وبتنسيق مع استخبارات دولة الإمارات ــــ حيث يقيم ويعمل ــــ توفير الاتصال بين أحمد العودة قائد قوات شباب السنّة، وهو شقيق زوجة المحاميد، وبين الضبّاط الروس الذين تسلموا ملف التسويات هناك. استمرت هذه الاتصالات، وفُعّلت إلى حدها الأقصى بشكل سرّي، إلى أن جاء الوقت المناسب للاستفادة منها بشكل قاطع".
وقالت "الأخبار" إن فصيل "العودة" وقع بشكل مفاجئ ومنفرد اتفاقا مع الطرف الروسي، قضى بتسليم الفصيل سلاحه الثقيل إلى الشرطة العسكرية الروسية، والانخراط في تسويات مع النظام، الأمر الذي أدى إلى شق صف فصائل الجنوب وأثار البلبلة والنزاع بينها، فتساقطت المناطق المحررة سريعا.
ومع تنويهها بما سمته "عودة سلطة الدولة السورية" إلى درعا، فقد اعترفت "الأخبار" بالفوضى والانفلات المسيطرين على المشهد اليوم في حوران، رغم مرور نحو سنة على سيطرة الروس والنظام، فالاغتيالات تتواصل والهجمات التي تستهدف مراكز النظام وأعوانه تتجدد كل فترة، أما الروس فشغلهم الشاغل هناك هو ضمان أمن الدولة العبرية وحدودها، حيث "يسيّرون الدوريات على طول الشريط الحدودي، ويقومون بمهام مشابهة ومرادفة لمهام القوات الأممية المعنية بمراقبة تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك عام 1974".
بل إن "الأخبار" الممولة إيرانيا ذهبت أبعد من ذلك، حينما نقلت عن "مصدر محلي موجود في القرى الحدودية في محافظة القنيطرة" عدم استبعاده قيام "القوات الروسية المنتشرة بنقل المعلومات إلى العدو الإسرائيلي.... أغلب ما يقومون به يدعو إلى الريبة، وهم لا يتحرّكون إلا استجابة لاحتجاجات الإسرائيليين".
أحمد العودة.. فتش عن خالد المحاميد وهيثم مناع*
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية