أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رمضان الريفين.. مدافع الأسد تلغي تكبيرات المساجد والصيام في العراء

فارون من قصف النظام - الأناضول

مع اقتراب أحد أهم سنن شهر رمضان المبارك "صلاة التراويح"، غابت جميع مساجد ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، عن التكبير وبدء أول صلاة في شهر رمضان المبارك الذي يدخل سوريا بعد عدة ساعات.


وحرم طيران الأسد الحربي والمروحي وطائرات حليفه الروسي أكثر من 40 ألف مدني جنوب إدلب وشمال حماة، قضاء شهر رمضان في منازلهم بعد أن صعدت من قصفها لهم بشكل جنوني مؤخرا لاسيما في الأسبوع الأخير، ما تسبب بمقتل وجرح المئات وتهجير الآلاف منهم وتحويل بلداتهم ومدنهم لمدن أشباح.


عشرات الآلاف من النازحين يفترشون العراء، وهمهم الوحيد بعد أن خسروا منازلهم أصبح تأمين أبسط أساسيات الحياة من طعام وشراب لأبنائهم، فالوضع بات الأسوأ عليهم بعد 9 سنوات من عمر الثورة، لاسيما أن الوضع المادي لديهم كان يعتمد على أراضيهم الزراعية والتي تعد مصدر الرزق والمعيشة لديهم.


أم أحمد مهجرة من ريف حماة تقطن في الأراضي الزراعية بريف إدلب تحدثت لـ"زمان الوصل" قائلةً: "لا نملك أنا وولدي سوى رحمة الله وقطعة صغيرة من الأرض نعتاش من محصولها كل عام، وقبل موعد جني المحصول بـ15 يوماً بدأت الحملة الجوية على ريف حماة".


وأضافت "قلة الحيلة ونقص المادة منعني كالكثير ممن تراهم حولي من الذهاب للمخيمات أو البلدات الأكثر أماناً كوني لا أملك ثمن خبز حتى أستطيع دفع إيجار منزل، وتتوقف "أم أحمد" عن الكلام لتكمل دموعها على وجنتيها ما عجز اللسان عن وصفه.


من جهته "أبو علي" أحد نازحي جنوب إدلب قال: "أملك أرضا زراعية تقدر بنحو 15 دونما، إضافةً إلى 10 أغنام، وهذا ما نعتاش عليه، ومع بدء القصف الجوي وارتفاع وتيرته لجأت لبيع الأغنام والنزوح بعائلتي إلى الحدود السورية التركية لنقضي 3 أيام دون أن يسألنا أحد من أنتم ولماذا هنا؟ مما دفعني للعودة والمكوث بالأراضي الزراعية".


وأضاف "النازحون في الحملة الأخيرة معظمهم فضل الموت في العراء على الذهاب إلى المخيمات وانتظار رغيف خبز وكيلو عدس".


أما أبو مؤيد، نازح من بلدة "كفرنبودة" بريف حماة، والذي يفترش مع عائلته المكونة من 5 أشخاص، أحد الأراضي الزراعية داخل عازل قام بوضعه على عربة مع جراره الزراعي، فضل المكوث فيها حتى الموت على انتظار شفقة منظمة أو أن تسمع أذنه كلمة يعتبرها ذلا على حد كلامه.


وأردف أبو مؤيد "أطفالي ينامون في عربة الجرار وأنا وزوجتي نفترش الأرض، ومع ذلك سأبقى هنا حتى أعود لمنزلي شهيدا بالقصف أو فرحاً بالتحرير وتوقف القصف".


وأعلن "فريق منسقو استجابة سوريا" أمس السبت، توثيق نزوح 43287 نسمة من أرياف حماة وإدلب، بسبب حملة القصف الذي تتعرض له المنطقة منذ أسبوع، من قبل روسيا والنظام.


وقال في بيان له، إنهم وثقوا "تعرض 91 نقطة للقصف بالأسلحة الأرضية والطيران الحربي التابع لروسيا، والطيران الحربي والمروحي التابع للنظام"، كما وثق الفريق "تعرّض 13 منشآة حيوية للاستهداف، منها أربع نقاط طبية وخمس منشآت تعليمية، ومخيمان للنازحين".


وطالب البيان كافة الفعاليات المدنية والهيئات الإنسانية بالمساهمة في حملة (كن عونًا) التي أطلقها (منسقو استجابة سوريا) مؤخرًا، لمساعدة النازحين، كما حمّل البيان قوات النظام وروسيا المسؤولية الكاملة عن عمليات التهجير والإبادة الجماعية التي تتعرض لها مناطق شمال غرب سوريا.


وصعد طيران الأسد وحليفته روسيا اليوم الأحد، من استهدافهم الممنهج لأرياف إدلب وحماة، حيث شن أكثر من 100 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والارتجاجية والبراميل المتفجرة، إضافة للمدفعية وراجمات الصواريخ، خلفت 10 قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين.


وأفاد مراسل "زمان الوصل" في ريف إدلب أن القصف الجوي استهدف كلا من، "خان شيخون، كفرسجنة، ركايا سجنة، الهبيط، كفرنبودة، ترملا، القصابية، كنصفرة، حزارين، كفرنبل، حيش، كفرعويد، الشيخ مصطفى، الزكاة، الفطيرة، وسطوح الدير".


يشار إلى أن تصعيد نظام الأسد وحليفته روسيا على أرياف إدلب وحماة، بدأ عقب ختام الجولة الـ 12 من محادثات "أستانا"، في 26 من الشهر الماضي، والتي لم تتفق فيها الدول الضامنة "روسيا، تركيا، إيران" على تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وتقرير مصير محافظة إدلب.

زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي