أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كل نساء سيلفيو .. شوقي حافظ

صراع إعلامي علني اندلع بين السنيور سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا وحرمه السنيورا فيرونيكا لاريو لأسباب لها علاقة بالنساء الجميلات، شملت اتهامات ثقيلة العيار بأن السنيور يرشح لانتخابات البرلمان الأوروبي إيطاليات (يشبهن العاملات في مجالات الترفيه والاغراء) دون أي مؤهلات أخرى باستثناء جمالهن كما تقول السنيورا، ويبدو أن وراء الأكمة ما وراءها، فربما أصيب السنيور بالضجر من الجفاف العاطفي وتوابعه التي ضربت امرأته الخمسينية، فتاقت نفسه للزهور النضرة التي تضج جمالا وحيوية ولا أحد يستطيع أن يلومه على هذا التوجه إيطالي المنشأ، الذي بدأ تاريخيا برغبة يوليوس قيصر في السيطرة على العالم من خلال نسائه!
هذا الموقف يعيد إلى الذاكرة موقف محاكم التفتيش التابعة للكنيسة بعد أن اجتاح وباء الطاعون مدينة فينيسيا في القرون الوسطى.. ترك أصحاب النيافة الكرادلة والأساقفة كل الأسباب المباشرة لانتشار الوباء مثل عدم الالتزام بالنظافة الشخصية والحجر الصحي والتخلص الآمن من الفضلات واستخدام المطهرات وغير ذلك من الاجراءات الصحية الواجب اتباعها في حالة حدوث جانحة، وقالوا إن سبب انتشار الوباء امرأة بارعة الجمال تمثل الشيطان شخصيا وحكموا عليها بالموت.. وفوز بيرلسكوني بعدد مناسب من مقاعد البرلمان الأوروبي لا يرتهن ـ في الواقع ـ بجمال ودلال مرشحاته.. لكن هكذا يشاء السنيور الفارق بالجملة في بحر من عطور جياكومو فيرساتشي النسائية!
سيلفيو يتباهي ـ ومعه حق ـ بالجمال الأنثوي الايطالي الذي يراه من أبرز العناصر جذبا للاستثمارات في إيطاليا وتنشيط السياحة إليها، ولهذا فانه يطعن في غريمه اليسار الايطالي بقوله إنه لا يملك ذائقة رفيعة في اختيار الحسناوات مقارنا بحزبه اليميني، وهو قول يتناقض مع رأي يدافع فيه عن المناطق الساحرة في الشمال الايطالي وعن سحر وجمال الجزر الصخرية الجرداء في الجنوب أيضا، قائلا إن إيطاليا مثل المرأة الجميلة يحبها الرجل وهي ترتدي كامل ملابسها ويحبها ـ كذلك ـ دون أي ملابس!


جريدة الوطن العمانية

(114)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي