بعد المعارك الأخيرة المندلعة صباح يوم 25 نيسان ابريل المنصرم في مدينة حلب وريفها بين الميليشيات المحسوبة على روسيا وأخرى على إيران وثبات خريطة تقاسم المناطق، فرض الأخير ضرائب مالية على أصحاب المصانع في منطقة "الشيخ نجار" الصناعية.
وبحسب مصادر محلية أكدت لـ "زمان الوصل" أنّ صاحب القرار يدعى "الحاج عبد المهدي" أحد أبرز قياديي "الحرس الثوري" في الشمال السوري والمنطقة الشرقية، متذرعاً بحماية المنشآت من السطو وتأمين نقل المنتجات بين المناطق الساخنة.
الصبر المؤقت إلى حين تمكن القوات الروسية من إبعاد الميليشيات الإيرانية من المنطقة كان رد رئيس غرفة صناعة حلب "فارس الشهابي" على شكاوى الصناعيين جراء ارتفاع قيمة الضريبة المفروضة عليهم وفقاً للمصادر.
وفي جانبٍ أخر أكد أكثر من شخص اتصلت "زمان الوصل" بهم أنّ عناصر من القوات الروسية بدؤوا ببيع محروقات نفطية عبر تجار سوريين مستغلين أزمة الوقود الأخيرة، إذ إنّهم يبيعون المحروقات من مخصصات وحداتهم العسكرية بأسعار موازية للسوق الرسمية.
المعارك الدائرة بين الجانبين أفضت إلى تقاسم جديد في الجغرافية، حيث فرضت ميليشيات "الحرس الثوري" سطوتها على مطار "حلب الدولي" (النيرب) والمناطق المحيطة بمركز المدينة ومنطقة شمال شرق حلب و"الحيدرية وحي الخالدية وجمعية الزهراء"، فيما تسيطر الميليشيات المدعومة روسياً على حلب الغربية وجزء من حلب الشرقية ومناطق "المعادي وباب النيرب والفردوس والصالحين"، في إمالة واضحة لصالح كفة النفوذ الإيراني.
وانعكس الاقتتال سلباً على المدنيين شبه المحاصرين، حيث انتشرت مجدداً الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش واعتقال الذين يحاولون الانتقال بين المناطق، وفرض إتاوات مالية مرتفعة القيمة على الشاحنات التجارية المحلية.
وتشهد المنطقة حالات سطو وسرقة للمحلات التجارية والمنازل صادرة عن كل الأطراف لا سيما في "محطة بغداد" وحي "العزيزية" ومناطق "العبارة والشعار والحمدانية وسيف الدولة".
ويقتصر دور الشرطة المحلية على ملاحقة الفاسدين المدنيين، فيما تتغاضى عن عناصر الميليشيات المسلحة، وتتضاعف معاناة السكان إلى أزمة أمن رئيسية وأخرى معيشية.
تستخدم روسيا "لواء القدس" في شن عملياتها العسكرية بوجه "ميليشيات فيلق القدس - لواء "محمد رسول الله" - لواء صابرين - لواء أبي الفضل العباس - كتيبة قمر بني هاشم "الجوالة" - حركة النجباء الشيعية العراقية - لواء الإمام الحسين - لواء فاطميون" البالغ عددهم حوالي 25 ألف مقاتلاً.
وتحتل منطقة ريف حلب الجنوبي موقعاً جغرافياً متوسطًا بين ثلاث محافظات "حلب - حماة - إدلب"، وتتصل بالمدن عبر شبكة من الطرق أهمها أوتوستراد حلب دمشق، وطريق حلب ـ خناصر المتصل بمدينة حماة.
وانطلقت شرارة المعارك بين الطرفين في منتصف الشهر العاشر من العام 2018، كان الهدف منها وضع اليد على منازل المهجرين عقب وصول قافلتي "الفوعة وكفريا" من ريف إدلب، تطورت إلى تنافس روسي إيراني متصاعد على النفوذ والسيطرة على كامل المنطلقة التي ما زالت قوات نظام الأسد فيها منقسمة في حسم ولائها بين الطرفين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية