أقدّمت أجهزة المخابرات التابعة لنظام الأسد في الآونة الأخيرة على نقل عشرات المعتقلين لديها من أبناء "الغوطة الشرقية" إلى سجن "صيدنايا" العسكري سيئ الصيت.
وأكدّت مصادر إعلامية محليّة أن عملية النقل جرت عقب الانتهاء من التحقيق معهم في الأفرع الأمنية وذلك بعد توجيه تهم مختلفة إليهم، أبرزها: التعامل مع فصائل المقاومة، والمشاركة في الهجمات التي استهدفت حواجز النظام وثكناته العسكرية خلال السنوات الماضية، بالرغم من حصولهم على بطاقات التسوية الأمنية التي من المفترض أنها تمسح كامل سجلهم الأمني الموجود بحوزة أجهزة النظام الأمنية.
ووفقاً لما أشارت إليه شبكة "صوت العاصمة" فإن معظم المعتقلين الذين جرى نقلهم إلى سجن (صيدنايا)، كانوا محتجزين لدى فرع "المخابرات الجوية" في منطقة "حرستا"، وهو المسؤول المباشر عن ملف ملاحقة أصحاب التسويات وقضايا السلاح والمنتسبين سابقاً لفصائل المقاومة.
ويقدّر عدد المعتقلين من أبناء "الغوطة" الشرقية-حسب الشبكة- بما يزيد عن 700 شاب، حيث تمّ اعتقالهم منذ بداية خروج فصائل المقاومة من "الغوطة الشرقية" في نيسان/ إبريل من العام 2018، ما شكّل خرقاً واضحاً للاتفاق المُبرم مع المقاومة بضمانات "روسية".
*قرار بالإعدام ومصير غامض
مصدر أهلي خاص في "الغوطة" الشرقية -فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية- قال لـ"زمان الوصل" إن قيام مخابرات النظام بنقل أبناء "الغوطة" المعتقلين إلى سجن "صيدنايا" يعني أنهم قد يتعرضون خلال الفترة القادمة إلى التصفية والإعدام، لاسيما وأن هذه الخطوة تأتي بعد مرور أسابيع قليلة من إصدار النظام لقرارٍ يقضي بإعدام عددٍ من أبناء المنطقة المعتقلين لديه منذ عدّة سنوات بسبب مشاركتهم في الحراك الثوري ضده.
وأضاف "هناك مخاطر عديدة تحيط بالمعتقلين الذين جرى نقلهم إلى (صيدنايا)، فكثيرٌ من المحتجزين فيه يموتون قبل موعد إعدامهم، بسبب سياسة التعذيب الممنهج، وسوء التغذية والرعاية الطبية فضلاً عن الانهيار النفسي التي تصيبهم داخل السجن"، حسب تعبيره.
وبيّن المصدر أن قرار الإعدام الصادر عن النظام وعدم معرفة أسماء السجناء الذين نُقِلوا إلى "صيدنايا" قد أثر سلباً على نفوس ذوي المعتقلين الذين باتوا يعيشون حالياً تحت رحمة الخوف والقلق الدائم من المصير الغامض الذي ينتظر أبناءهم.
وختم المصدر ذاته بالقول "حاول ضباط في الفرع 215 التابع لـ(الأمن العسكري)، في وقتٍ سابق ابتزاز وخداع ذوي المعتقلين وطلبوا منهم دفع مبالغ مالية ضخمة لقاء الإفراج عن أبنائهم الموقوفين لدى الفرع، لكن ذلك لم يتم، بسبب تحويلهم بعد فترة وجيزة إلى فرع (فلسطين) الذي قام بدوره بفرزهم حسب أعمارهم ومن ثمً أعاد تحويل عددٍ منهم إلى سجن (صيدنايا)".
وتقوم أجهزة النظام من حينٍ إلى آخر بتنفيذ حملات دهم واعتقال تعسفية في مدن وبلدات "الغوطة"، الهدف منها ملاحقة المطلوبين أمنياً، وسوق شبابها إلى التجنيد القسري، ناهيك عن اعتقالها للأشخاص العائدين من الشمال السوري ولا سيما النساء والأطفال.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية