ما زال جهابذة النظام يتعاملون مع الشأن السوري على أنهم يعيشون في بلد لم تهدمه الحرب، ولم تفتت نسيجه الاجتماعي، وتهدم علاقاته الإنسانية، وأنهم بريئون مما حصل في البلاد من خراب، ولهذا يتبادرون إلى استصدار القرارات التي يمكن أن تطبق في بلاد هانئة هادئة.
وزارة عدل النظام كشفت كما تقول جريدة (الوطن) المملوكة لرامي مخلوف أنها لأول مرة ستستخدم في المحاكم الشرعية بدمشق أسلوبا قد يمنع الطلاق.
أما وكيف فيتابع الوزير في تصريحه: (تم شراء جهاز للمحاكم الشرعية في دمشق لعرض أفلام متعلقة بآثار الطلاق، سيتم عرضه على كل زوجين يريدان الانفصال).
أما الفيلم الذي سيحول دون وقوع الطلاق فيتضمن: (الفيلم يتضمن بعض المناظر للأطفال سواء كانوا متشردين في الشوارع أو لمن هم في السجون نتيجة حصول طلاق بين الوالدين).
التجربة التي سيبدأ النظام بتطبيقها في العاصمة دمشق أولاً سيتم بحسب الوزير: (نقلها تباعاً لباقي المحافظات السورية).
السوريون تعاملوا مع اقتراح وزير عدل النظام بتهكم تارة، وباتهام تارة أخرى، وهم أكثر من يدرك مدى الدور الهدّام الذي قام به في تفكيك السيج السوري قبل وبعد الحرب.
علق مواطن ساخراً ومذكراً بانهيار بنى الدولة: (في كهربا لتجربو الجهاز؟؟)..فيما ذهب آخر لتذكير حكومة النظام بالآليات الحقيية التي تمنع تفكك الأسرة وتخفيض نسبة الطلاق المرتفعة: (حسنو المعيشة ورفعوا الرواتب وخفضو الاسعار ماحدا بيطلق).
تعليق ساخط حدد بالضبط الأسباب والحلول فيما وصلت أليه أحوال الأسر السورية من تفكك وضياع، والتدليس الذي تمارسه حكومات النظام المتتالية: (عنجد حكومة تافهة.. عم تركضو ورا شغلات مافي منها نتيجة بدل ماتشتغلو فعلا عشي يفيد الشعب.. روحو رفعو الرواتب.. أمنو مستلزمات المعيشة للمواطن.. بطلو تطالعو قوانين لتشليح الشعب وساعتا الطلاق بخف لحالو).
مواطن آخر أراد التذكير بنتائج الحرب التي قتلت مئات الألوف من السوريين وهجّرت الملايين: (الى من ستظهروالفلم وثلاث ارباع سورية مهجرة قسراواستشهد..؟).
الجدير ذكره أن نسبة الطلاق ارتفعت عام 2017 إلى 31%، وبحسب إحصائيات صادرة عن القصر العدلي بدمشق فإن عدد حالات الزواج بلغت نحو 24697 حالة بمقابل 7703 حالة طلاق.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية