توج معرض الكاريكاتير الدولي الخامس المنظم بدمشق تحت عنوان «الجوع» جائزة الذهبية للوحة الفنان علي شاه علي من الولايات المتحدة الأميركية، الذي أبرز النبي «نوح» داخل السفينة التي بناها لينجو من الطوفان، ومعه زوجان من كل صنف من الحيوانات التي أخذها لتستمر الحياة ،رغم أنه لا علاقة للوحة بموضوع المسابقة الأمر الذي اعتبره البعض من زوار المعرض اساءة لنبي الله نوح عليه السلام .
منحت لجنة التحكيم جوائز خاصة لـ7 فنانين من سوريا ولبنان والكويت، وجائزة باسم المنظمة الأوروبية لرسامي الكاريكاتير «الفيكو»، وجوائز باسم موقع الكاريكاتير السوري.
فاز بالجائزة الفضية الفنان آغيم سولاغ من ألبانيا، ومنحت الجائزة البرونزية للفنان الإيراني جمال رحمتي.
حول فكرة المعرض التقت " العرب " الفنان السوري رائد خليل مدير المعرض الذي قال: الجوع وباء عالمي، ودول العالم الرأسمالية تصدر لنا المشاكل والأزمات، وتبشرنا بالنكسات، لكن لا حلول لديها، منظمة الأغذية العالمية «الفاو» أكدت أن عدد الجائعين تجاوز مليار شخص، وكل يوم يموت 13 ألف طفل بسبب الجوع؛ لذلك أردت أن أعرف كيف ينظر الفنان الغربي إلى موضوع الجوع، هل هي قضية شاملة تهم الجميع؟ مشاركة الفنانين أثبتت أنها كذلك.
وأضاف خليل: تتكون لجنة التحكيم من محكمين دوليين ومعروفين، ولابد في اللوحة من أن تكون الفكرة مطابقة للموضوع المراد، كيف تمكن مقاربة الجوع في اللوحة؟ عمق الفكرة وقوة الخط، عندما يتكامل الاثنان تكون اللوحة قوية، أما إذا ضعف جزء على حساب جزء تضعف اللوحة ولا تصل للمتلقي.
وزير الإعلام السوري محسن بلال الذي كرم الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم اعتبر في حديثه لـ العرب : أن مجرد اختيار عنوان الجوع للمعرض وتلقيه أعمالا من 75 دولة، يدل على خطورة الجوع الذي يؤدي إلى فقر بالعلم والمعرفة، وبالتالي إلى المرض ثم الكارثة.
مضيفا: صدق الفنانين وضع الحضور في صورة المأساة التي تعيشها البشرية اليوم.
وتساءل بلال: ما السبب الذي أوصل البشرية إلى الجوع؟
نحن في القرن الحادي والعشرين، قرن السلام والاستقرار والرخاء للبشرية، نحن نكرس هذه المعارض لنرسم مآسي الشعوب والقارات، ولمناقشة ومعالجة موضوع الجوع، فشن الحروب وتكريس أدمغة الناس لتدمير الشعوب سيؤديان إلى المزيد من الفقر والجهل والجوع.
وحول المعايير التي تم اعتمادها لاختيار الرسومات قال عضو لجنة التحكيم الفنان السوري حكمت أبوحمدان: التطور كبير جدا بالنسبة لهذا الفن، لاسيما استخدام تقنيات جديدة مثل الكمبيوتر، والتداخل كبير بالنسبة للتقنيات، ويوما بعد يوم نحاول أن نضع اليد على المكان الصحيح بالنسبة للكاريكاتير الذي يستحق الجائزة، ولكن الصعوبة أن التقنيات متداخلة وهائلة، والفنانون جميعا يشتغلون بقوة، ولم يعد هنالك رسام ضعيف أو قوي، كلهم لديهم القدرة على إيصال أفكارهم للمتلقي.
مضيفا: لا نستطيع أن نقول إن التكنيك أفضل أو الفكرة أفضل، لكنني أميل لأن تكون الفكرة ذات بعد ومغزى، وعندما يشكل الاثنان معادلة منسجمة، يصبح العمل لوحة ناجحة.
يُذكر أن لجنة التحكيم التي تشكلت من فنانين عرب وأجانب، اختارت أكثر من 100 لوحة من أصل 1635 لوحة، شارك بها 425 رساما كاريكاتيريا من 75 دولة عربية وأجنبية.
وتألفت اللجنة من الرسام حكمت أبوحمدان، والممثل نضال سيجري!، والإعلامي ماهر الخولي من سوريا ؟، والبروفيسور التركي أتيلا أوزر، والإيراني رحيم أصغري، والأذربيجاني وبايرام حاجي، والبرازيلي أموريم.
يذكر ان معرض الكاريكاتير الدولي الخامس كما يصر القائمين فيه على تسميته شهد غياب الكثير من فناني الكاريكاتير السوريين ؟!.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية