أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيديو وصور... بينما احترقت "نوترودام" في باريس أمها ما تزال صامدة في سوريا

يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي

فيما التهمت ألسنة اللهب قسما من أشهر كنائس أوروبا وفرنسا خصوصا، وهي كنيسة "نوترودام" في باريس"، ما تزال الكنيسة الأم التي أوحت بتصميم "نوترودام" صامدة في سوريا، رغم عاديات الزمن، بما في ذلك الحرب الأخيرة.

ووفقا لمتخصصين بتراث الشرق، فإن كنيسة "قلب لوزة" بمحافظة إدلب، هي مصدر الإلهام الذي بنيت على نموذجه كنيسة "نوترودام" في باريس، لتكون واحدة من أبرز معالم فرنسا التاريخية والدينية على مدى قرون.

كنيسة "قلب لوزة" التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، سبق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) أن أدرجتها على لائحة التراث العالمي، في خطوة تدل على مكانة الكنيسة الأثرية وأهمية الحفاظ عليها.

وتعد كنيسة قلب لوزة من أبرز الكنائس التي بنيت في سوريا، وقد أوحى تصميمها للمعماريين ببناء عدة كنائس وكاتدرائيات في أوروبا، وفق رأي الخبيرة ديانا دارك، التي تقول: "كنيسة قلب لوزة تعد المثل الأقدم للهندسة المعمارية التي تقوم على واجهة مؤلفة من برجين يفصلهما مدخل مقنطر، عرفت لاحقا بالعمارة الرومانسكية"، وفقا لوكالة "فرانس برس".



وقد شكلت الكنيسة مقصدا للحجاج، الذي كانوا يأتونها من كل حدب وصوب لزيارتها مع دير مار سمعان العمودي القريب.

وتشير "دارك" إلى أن "التجار والرهبان والحجاج كانوا يتنقلون بكثرة بين هذه المنطقة وأوروبا. لذا، ليس مفاجئا أن تكون وجدت الهندسة المعمارية هذه طريقها تدريجيا إلى أوروبا، حتى قبل الحملة الصليبية في القرن الثاني عشر".

من جهته، يقول الباحث في التاريخ "فايز قوصرة" إن الفن المعماري في كنيسة قلب لوزة يفوق الكنائس الأخرى في المنطقة جمالا، معقبا: "من يتعمق في تاريخ الفن القوطي وخصوصا القوطي الكنسي يجد أن هذا الطراز المعماري قد انتقل إلى أوروبا" من سوريا، معتبرا أن "أكبر إثبات على ذلك هو كاتدرائية نوتردام".

ويشير إلى التشابه بين كنيسة قلب لوزة وكاتدرائية نوتردام من حيث الواجهة والبرجين والسقف الخشبي.

وقبل اندلاع الحرب في سوريا، كانت كنيسة قلب لوزة تشكل مقصدا للسياح خصوصا في فصلي الصيف والربيع، وفق ما يقول عصام إبراهيم، أحد سكان قرية قلب لوزة والمطلع على تاريخها، مشيرا إلى أن "صورتها أيضا مطبوعة على إحدى صفحات جواز السفر السوري".




وكشف تقرير مصور سابق لـ"زمان الوصل" حرص الأهالي على الكنيسة التي تقع تحت سيطرة فصائل المقاومة السورية. وأشار أحد أبناء بلدة "قلب لوزة" أن درة الكنائس السورية البيزنطية يرعاها أهل البلدة بمبادرات لتنظيف الكنيسة وما حولها باستمرار.

ويوم الاثنين الماضي شب حريق هائل في كنيسة "نوترودام" وسط باريس، تطلب إخماده عملا مضنيا استمر ساعات طويلة، وخلف أضرارا كبيرة يحتاج إصلاحها ما بين 10 و15 سنة، حتى ترجع الكنيسة إلى ما كانت عليه، قبلة لملايين السياح الذين يقصدونها خلال زيارة باريس.

زمان الوصل
(283)    هل أعجبتك المقالة (236)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي