أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد ينشر جنوده لضبط طوابير المحطات وتوقعات بتفاقم الأزمة

تتفاقم معاناة المدنيين السوريين يوما بعد يوم - جيتي

لا يخفى على أحد أن المشهد الطاغي في العاصمة دمشق وبقية المدن السورية هو الطوابير المصطفة أمام محطات المحروقات، فالشغل الشاغل للمدنيين اليوم هو تأمين "جرة الغاز" والحصول على المحروقات.


وتتفاقم معاناة المدنيين السوريين يوما بعد يوم، بحيث أصبحت تشمل جميع مناحي الحياة المعيشية والخدمية إذ أمسى السوري في دولة الأسد لا يجد قوت يومه أو ما يسد به رمقه.


وخوفا من تجمع المدنيين على أبواب محطات الوقود، ولكي لا تكون شرارة لولادة مظاهرات غاضبة ضده، نشر الأسد قوى جيشه وعناصر من المخابرات وقوى الأمن والشرطة، لاعتقال أي مواطن يتذمر أو يتأفف من الحالة التي دفعته للوقوف يومان في الشوارع من أجل الحصول على جرة الغاز.


ولم تقف الظاهرة عند هذا الحد، حيث طالبت وزارة الأوقاف التابعة للأسد من خطباء المساجد "التصدي للمؤامرة" التي تلعب على وتر أزمة المحروقات.


ووجهت الوزارة للخطباء مشددة على ضرورة "حمد النعمة وإثراء ثقافة ترشيد الطاقة وعدم الإصغاء للكلام الذي يدور حول أزمة المحروقات والأزمات الاقتصادية الأخرى"، مشددة على أنه أسلوب "تآمري".


الصحفي "مؤيد أبازيد" أكد على أن أزمة الوقود هي بداية لأزمات قادمة ستكون أكثر صعوبة وأكثر تأثيراً.


ووصف الحالة الاقتصادية السورية بالقول: "الليرة تتهاوى وتصل لـ 600 مقابل الدولار الواحد.. هي البداية فقط.." مضيفا: "ما يعانيه النظام هذه الأيام، هو ارتداد تأثير العقوبات الأمريكية على إيران..لكن إذا ما تم فرض قانون (سيزر) الأمريكي على النظام والمؤشرات تقول انه بات قريباً، فإن الأوضاع في مناطق النظام ستكون مقارنة مع اليوم (رخاء)".


وتابع: "الليرة قد تصل لـ20 ألفا وبعض الخبراء يقول قد تصل لـ30 ألفا مقابل الدولار، أي أن متوسط راتب الموظف سيكون دولارين اثنين.".


وشدد على أن النظام اليوم في وضع لا يسمح له بإيجاد أي بدائل، فهو "مُنهك من حرب يشنها على الشعب منذ 8 سنوات، وخزينته فارغة منذ سنوات.. والداعم الإيراني مُنهك أيضاً من العقوبات، أما الروسي ليس وارد سياسته الدفع هو فقط يأخذ".


وختم بالقول: "أما الموالون فلن يكون باستطاعتهم الرقص والغناء في الفترة القادمة، سيكونون مُنهكين للغاية في البحث عما يسد رمقهم".


ويتفق الصحفي "سامر سليمان" مع "أبازيد" بأن النظام بات عاجزا عن إيجاد الحلول فهو في أزمة مالية واقتصادية لا حل لها في ظل العقوبات الدولية.


وقال: "ليس صحيحاً ما يقال إن النظام يستخدم سياسة التجويع لأجل التركيع كما اعتمدها خلال سنوات طويله في السابق، اليوم الواقع والمعطيات مختلفة فالنظام في الحقيقة هو غير قادر على تأمين أبسط أساسيات العيش للمواطنين.. هو عاجز تماماً".


وأضاف: "هنا ربما يسأل سائل لماذا لم يكن هناك أزمة خلال السنوات الثماني السابقة من الحرب كالتي تحدث اليوم؟
هو سؤال محق، وباعتقادي أنه وخلال سيطرة تنظيم "الدولة" على حقول النفط كان هناك اتفاق بينهم وبين حليفهم ومشغلهم النظام لاستمرار استيراد المحروقات من مناطق سيطرتهم، لكن بعد أن تم القضاء على التنظيم وبعدها السيطرة الأمريكية، أعتقد أن النظام غير قادر على فتح قنوات اتصال معهم واستمرار الاستفادة من النفط، هذا بالتزامن مع تشديد العقوبات الاقتصادية على سوريا المتضرر الأكبر منها هو الشعب".


واعتبر أن النظام لم ولن "يتأثر بكل هذا الكلام هو لديه ألف طريقة لتوفير المحروقات لآلياته، لكن الحسرة على الشعب المغلوب على أمره، للأسف الكل شريك في حصار ما تبقى من الشعب السوري عن علم وعن غير علم".

زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي