"الطفل كان يلعب في عيادة طبيب الأطفال الساعة 11 صباحا، لكنه تحول إلى جثة هامدة في مشفى الفرات الساعة 12 ليلا"، عبر تكرار هذه الجملة يُحمّل "ياسر عدنان" الأطباء مسؤولية وفاة ابن أخيه داخل أحد مشافي الرقة الأسبوع الماضي.
يقول "ياسر" إنه أخذ ابن أخيه "عدنان محمد عدنان" (3 سنوات) الأحد الماضي يمشي على قدميه إلى عيادة طبيب الأطفال الساعة 11 صباحا بسبب ارتفاع درجة حرارته، فطلب الطبيب صورا شعاعية للرأس، فأكد إنها سليمة، ثم طلب تحاليل للدم، وبزل من النخاع الشوكي للطفل.
وقبل أخذ "عينة" البزل الشوكي من السائل النخاعي في الظهر عبر إدخال إبرة بين فقرتين بهدف تشخيص مرض الطفل بالرأس، أعطى طبيب العصبية الطفل حقنة بالشرج، فارتفعت حرارته مجددا عندما أخذ طبيب الأطفال عينة "النخاع الشوكي" فأصيب فورا بالشلل، وفق عم الطفل "عدنان".
وأشار "ياسر" إلى تأخر طبيب الأطفال المسؤول عن حالة "عدنان" لساعتين عقب نقل الطفل المريض من عيادته إلى مشفى الفرات إثر إصابته بالشلل.
وبعد إصابته بالشلل وارتفاع حرارته إلى 40 درجة نقل قرابة الساعة 2 ظهرا إلى مشفى الفرات، والذي يعتبر أفضل مشافي المدينة المدمرة، فوضعت له كمامة الأوكسجين لمدة ساعتين ثم إلى "المنفسة"، ورفض الأطباء اقتراح عمه نقله إلى حلب ودمشق، في الساعة الثامنة مساء تدهورت حالته، فطلب عمه سيارة إسعاف من حلب، لكنها وصلت قبل وفاته بنحو 5 دقائق فقط منتصف الليل.
والدة الطفل "عدنان" كانت تراقب التغيرات المتسارعة على حالة وحيدها بهلع، لكنها تلقت الضربة القاصمة أخيرا بعد إعلان وفاته لتسقط على الأرض بعد إصابتها بنوبة تشنج حادة.
وكانت خلال ساعات مرضه تتذكر جمل يستطيع ابنها لفظها كـ"امي يا حبي" ...و"انا امحر" يقصد بها (أحمر) أحد أبطال فلم كرتوني اسمه "حراس الطاقة"، وتخاطب الطفل الغائب عن الوعي انهض لأشتري لك الموز الذي تحب..لكنه لم يفعل، على حد تعبير عمه.
واعتقل تنظيم "الدولة الإسلامية" والد الطفل "عدنان" حين كان عمره سنة واحدة من محل إنترنت يوم 17 أيار/مايو 2017، وتلقت عائلته بعد ذلك نبأ مقتله بغارة جوية على سجن "الميادين" شرق دير الزور، ليتولى عمه تربيته مع أطفاله.
وتضرر القطاع الطبي في الرقة كثيرا نتيجة تدمير المشافي وهجرة الأطباء نتيجة الحرب، وتعمل حاليا مشافي الطب الحديث والوطني والفرات بشكل أساسي على استقبال المرضى في المدينة التي سيطرت عليها ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) خريف عام 2017.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية