بأوامر من النظام.. خطباء مساجد "دوما" يدعون مهجّريها في الشمال إلى حضن الأسد

الدمار في مدينة "دوما" - أرشيف

توجه خطباء المساجد في مدينة "دوما" بمنطقة "الغوطة" الشرقية، بريف "دمشق"، بعد صلاة اليوم الجمعة، بدعوة عامة للأهالي مفادها "تسجيل أسماء أبنائهم المهجّرين من أجل تأمين عودتهم في الشمال السوري المحرر". حسب مصادر محلية.


في هذا الشأن قال الناشط الإعلامي "براء محمد" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن النظام قد أرسل قبل أيام برقية إلى خطباء وأئمة المساجد في "دوما"، تنص على إبلاغ الأهالي فيها إلى التسجيل على عودة أبنائهم وأقربائهم الذين هجّروا قسراً قبل نحو عام إلى الشمال السوري.

وأضاف "جاء التبليغ بصيغة بيان صدّر مؤخراً عن (شعبة دوما لحزب البعث)، حيث طُلِب من خطباء المساجد والأئمة إخطار أهالي (دوما) ممن لهم أقارب خرجوا برفقة قوافل التهجير إلى (جرابلس) ويرغبون بالعودة إلى (حضن الوطن) بالتوجه للتسجيل في مكاتب جهاز أمن (الدولة) الواقعة في المدينة".


وأشار "محمد" إلى وجود قسمٍ لا بأس به من أبناء مدينة "دوما" يرون بأن هذا الإجراء إنما يهدف في حقيقة الأمر إلى معرفة أسماء الأشخاص الذين هجّروا من المنطقة إلى الشمال المحرر، ومطابقة بياناتهم الشخصية مع ما تحويه سجلات الأفرع الأمنية من معلومات عنهم.


ونوّه كذلك إلى أن أهالي "دوما" باتوا يتخوفون من أي إجراءات جديدة يتخذّها النظام بحق أبناء المنطقة، لا سيما بعد تكرار حالات الاعتقال التي طالت بعض الأشخاص العائدين بصورة فردية من الشمال السوري، ومن بينها ما حدث مع "صبحي بويضاني" الذي اعتقل على يد قوات النظام في شهر آب/ أغسطس من العام 2018، وذلك فور عودته إلى مدينة دوما"؛ إذ جرى سجنه وتعذيبه حتى الموت.


وشهدت مدن وبلدات ريف "دمشق" التي خضعت لمصالحات مع النظام عودة طوعية لبعض أبنائها المهجّرين عنها في كلٍ من محافظة "ادلب" و"ريفي حلب" الشمالي والشرقي، في وقتٍ ما تزال تقوم فيه قوات النظام باعتقال كل من يعود لمنزله وتقتاده مباشرة إلى التحقيق في فرع "الخطيب" التابع لإدارة جهاز "المخابرات العامة"، وسط العاصمة "دمشق".


كانت قوات النظام والميليشيات المساندة له قد سيطرت على مدينة "دوما"، في نيسان/ إبريل الماضي، بعد حملة عسكرية استمرت نحو شهر، واستهدفت حينها كامل "الغوطة" الشرقية، بدعم جوي "روسي"، ومنذ ذلك الوقت وقوات النظام تشن حملات دهم واعتقال شبه منتظمة في المنطقة، بغرض اعتقال مطلوبين وشبان لتجنيدهم إلزامياً في صفوفها.

زمان الوصل
(188)    هل أعجبتك المقالة (176)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي