أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أول مكتبة متنقلة للأطفال في ريف حلب

في مدينة "أعزاز" - زمان الوصل

أطلقت شبكة "حراس الطفولة" أول أمس الإثنين، مشروع المكتبة المتنقلة في مدينة "أعزاز" بريف "حلب" الشمالي، من أجل ترسيخ ثقافة القراءة وحب المطالعة وتوسيع مساحة القراءة بين الأطفال، لتكون هذه البادرة الأولى من نوعها في مناطق الشمال السوري المحرر.

في السياق ذاته قالت "ليلى حسو" مشرفة قسم التواصل في شبكة "حراس الطفولة" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن مشروع المكتبة يستهدف الأطفال من عمر 5 إلى 15 عاماً، سواءً في المدارس أو في المخيمات، وهو يقوم على تنظيم رحلات متنقلة للمكتبة داخل حافلة تجوب منطقة "أعزاز"، بالإضافة إلى المناطق النائية والمعزولة التي تفتقد للخدمات والإمكانيات، ولن يكون مشروع المكتبة محصوراً في مدينة "أعزاز" وحدها، وإنما ستنتشر في مناطق أخرى من "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

وأضافت: "المكتبة المتنقلة هي عبارة عن سيارة مغلقة (سيارة إسعاف) تمّ تزويدها بمئات الكتب والمواد التعليمية المتخصصة بالدعم النفسي -الاجتماعي للطفل، لذلك فقد راعت (حراس الطفولة) وجود مجموعة غنية ومتكاملة ومنتقاة من الكتب والقصص بما يساهم في زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم وتحسين تواصلهم مع أقرانهم وإطلاق العنان لأفكارهم وخيالهم غير المحدود".

وأوضحت قائلة "حاولنا أن تكون الكتب بسيطة وسهلة الأسلوب مع مراعاة حجم المجتمع السكاني وميول ورغبات المستفيدين وعدد الأطفال في تلك المناطق، فيما يتولى مسؤول الحماية مهمة قراءة القصص للأطفال الصغار".

يصحب المكتبة -حسب مشرفة التواصل حسو- فريق متخصص مهمته توفير نشاطات الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال، وكذلك توعية الأطفال وذويهم برسائل الحماية الأساسية، إضافةً إلى التعرف على الأطفال الذين يحتاجون إلى الحماية، ومن ثمّ إحالتهم إلى الأقسام المتخصصة بإدارة الحالة.

وحول آلية عمل المكتبة المتنقلة أوضحت "حسو" أنها تقوم في بادئ الأمر على اختيار وجهة المكتبة بناءً على تقرير من قسم الرصد الذي يقوم بدوره بتحديد عدد الأطفال واحتياجاتهم ليتم البدء بالمناطق التي بها أطفال أكثر عرضة للخطر، وبالنسبة للمدارس فهي تقوم على وجود تنسيق مباشر بين شبكة (حراس الطفولة)، والمدارس، حيث سيتم إعطاء كل طفل كتاباً أو قصة، ليقوم بدوره بقراءتها، وبعد الانتهاء من القراءة وتلخيصه لما قرأ، يمنح الطفل هدية من الشبكة.

إلى ذلك شهد حفل افتتاح المكتبة المتنقلة فعاليات مختلفة منها: مسابقات رياضية ومسرحيات للأطفال، وفقرات في القرآن الكريم، عرض مسرحي عن أهمية العلم وأثره في حياة الأطفال، وأنشطة تتعلق بالدعم النفسي، تلاها توزيع عدد من مجلة "طيّارة ورق" التي تُصدرها "حراس الطفولة" مع هدايا للأطفال الذين حضروا الحفل.

من جانبٍ آخر رحب "تميم الغزي" الذي جاء برفقة طفله "قيس" لحضور فعاليات افتتاح المكتبة المتنقلة بهذه الخطوة، لما لها من تأثير بالغ الأثر على بناء شخصية الأطفال من خلال تشجيعهم على القراءة والتعامل مع الكتاب، لا سيما وأن المكتبة المتنقّلة تضم مجموعة من الكتب والقصص الملائمة للأطفال، في مجالات مختلفة مثل: القصص والسير المختلفة والموضوعات الدينية والتاريخية والجغرافية.

ونوّه "الغزي" في حديثه "زمان الوصل" قائلاً "كانت مظاهر الفرح ترتسم على وجوه الأطفال الذين تسنى لهم حضور الافتتاح، لما شهده الأخير من نشاطات ثقافية ومسابقات ترفيهية عدّة تساهم في زرع ثقافة وحب القراءة بين الأطفال وتُحفزهم أيضاً على روح المنافسة فيما بينهم، خاصةً في ظل انقطاع عددٍ كبير منهم عن مقاعد الدراسة، وغياب المكتبات العامة في المنطقة"، حسب تعبيره.

يرى "عبد الباري الخطيب" وهو أحد أبناء مدينة "أعزاز" أن مشروع المكتبة المتنقلة هو خدمة مجانية تقدّم للأطفال وذويهم لملء أوقات الفراغ، فالكثير من الأسر تريد غرس عادة القراءة في نفوس أطفالها، بعد أن استولت عليهم أجهزة التكنولوجيا الحديثة.

ولفتّ "الخطيب" إلى أن الأطفال يصنعون صداقات داخل المكتبة فضلاً عن القراءة، وأنهم يمكن أن يمارسوا بعض الألعاب الذهنية، ما يسهم في تنمية وتطوير ذكائهم.

الجدير بالذكر أن "حراس الطفولة" هي شبكة تُعنى بحماية ورعاية أطفال سوريا، وتعمل على رفع معايير المجتمع بما يتضمن حصول الأطفال على الرعاية في المجالات النفسية والاجتماعية والتعليمية.

زمان الوصل
(152)    هل أعجبتك المقالة (207)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي